الخميس، 28 يونيو 2012

براءة الشريعة من منطق ( اسمع وأطع ولو ضرب ظهرك واغتصب أهلك ) مناقشة لمتن الحديث وسنده





( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )


هل تسمع و تطيع للحاكم و إن جامع زوجتك ؟!! نقد لسند و متن زيادة " اسمع و أطع للإمام و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك اسمع وأطع "
ملاحظة : قد يستغرب البعض من السؤال لأن إجابته بديهية أصلا ... و هذا يدل على سلامة فطرتهم و دينهم
و لكن هذه التدوينة صيغت لحالات صعبة من الناس ، لنسأل الله لهم الشفاء و العافية .


الدين الإسلامي دين عزة و كرامة و لا يرضى بالإهانة و لا بالدياثة و يأمر بالدفاع عن النفس و الدين و المال و العرض و العقل حتى لو أدى ذلك إلى الشهادة

و لا يرضى بوجود الظلم و لا يقر بوجود ظالم بل يأمر بمحاربتهما معا تغييرا للمنكر و بالقيام بالحق

قال صلى الله عليه و سلم " إن الناس إذا رأو المنكر ولايغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه " و في رواية " إذا رأو الظالم فلم يأخذوا على يديه "

للأسف يجعل بعض الناس غيرهم يعيشون في زمن انبطاحي للحكام و خنوع لهم سواء عن حسن نية أو سوء نية بحجة الشريعة و أن هذا هو الدين ، و لكن الدين من قولهم و بهتانهم بريء

من تلك الحجج الواهية شرعا و عقلا و فطرة ، التمسك الأعمى بتصحيح الزيادة المنكرة سندا و متنا في حديث رواه مسلم متابعة  " اسمع و أطع للإمام و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و اطع "

أحببت أضع نقدا حديثيا لهذه الزيادة المنكرة الشاذة المنقطعة ( كل ما سبق أوصاف علمية موجودة في هذه الزيادة ) من ناحية السند و المتن

و البداية مع النقد للمتن لأنه أكثر المنافحين عنها هم من المقلدين في علم الحديث فلا فائدة من النقاش في السند معهم و لكن في المتن لعل نفوسهم تستيقظ من سبات الجهل :

و عذرا لقراء المدونة الكرام عن أي شدة قد يلاحظونها في التدوينة لأنه لكل مقام مقال و لأن من أسباب ضياع الأمة هم هؤلاء الذين لبسوا على الناس دينهم فلا بد من مكافحة أفكارهم المنبطحة و الخانعة

النقد للمتن

كثيرا لا يفيد النقاش مع المبالغين في مسألة عدم جواز الخروج على الحاكم من الناحية الحديثية

من ذلك الزيادة المنكرة متنا و سندا في طاعة الحاكم

( و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك )

و التي هي ليست لصالحهم أبدا ، و تمسك من يتمسك بها منهم دون علم يبين لك عدة أمور :

1- ضعف علميتهم في علم الحديث ( و لا أدري كيف تستقيم سلفية دون علم بالحديث ) و ضعف علمهم في الفقه أيضا ( أحكام الصائل )

2- التعصب لآراء مشايخهم دون دليل ( بل و هو العصمة لهم و التقديس الذي فيهم دون أن يشعروا به أو يعترفوا به )

3- من كثرة تمسكهم بظواهر النصوص صاروا ظاهرية كظاهرية ابن حزم رحمه الله - محشوم عنهم يا ابن حزم - التي ينتقدونها ، حتى باتوا لا يعملون أذهانهم في النصوص الشرعية ، و يكتفون بالتقليد و الجمود على آراء علمائهم فقط .

4- عدم قدرتهم على البحث و النظر العلمي ، و خاصة النظر المقارن في الآراء و الأدلة الذي من حرم منه فلا يستحق أن يوصف بالباحث عن الحقيقة أبدا .

العلم المقارن و النظر في الخلاف هو المفتاح إلى العلم و معرفة الحقيقة .

5- لا أريد أن أقول العزة و الكرامة

ذكرت مسبقا أن لا فائدة من النقاش حديثيا عن هذه الزيادة معهم

لذا فإني أطلب من المصححين للحديث

أن يجيبوني عن هذه الحالة ( و آسف على السؤال و لكنه لمغزى )

هل تسمع و تطيع للحاكم الذي ضرب ظهرك و أخذ مالك و إن جامع زوجتك ؟ أو أخذ والدتك وقطعها أمامك ؟ أو اختطف طفلتك ورفض إرجاعها ؟

مع العلم أنه مسلم و و مقيم للصلاة مطبق لأحكام الشريعة و لكنه فعل هذه المعصية فقط

فهل تسمع و تطيع له ؟!

لن أجد إجابة منكم مع أني أتمنى ذلك

و لكنها دعوة لمراجعة مناهجكم و إعادة التفكير في أمر سلفيتكم و فتح أذهانكم و النظر في نظرتكم السياسية للأمور من حولكم القائمة على جزئيات تزعمون أنها شرعية و الشريعة منها براء


على فكرة لن يجد أي شخص من العوام أي حرج في الإجابة مباشرة عن هذا السؤال

و إجابته حتما موافقة للشرع دون أن يعرف الشرع

فما بال أقوام يزعمون و العلم و لكنهم هنا .......... أكمل الفراغ بما تراه مناسبا

طيب ماذا لو أجاب هذا الشخص بنعم ؟!!

اجزم فورا أن الشخص صاحب الإجابة إنسان مريض مجنون ديوث لا يفقه في الشريعة شيئا
و لا يستحق أن ينادى بشيخ أو عالم

و ماذا لو أجاب بلا ، بل أقتله دون تردد

اعلم أن الذي أجابك شخص ذو فطرة سليمة و عقله سليم و فعله مقر بالشرع و لو لم يكن عالما

طيب ماذا لو أجاب بلا و أخذ يفصل في الحالات ؟!

 هذا متناقض، ويناقش بما يلي :

ليس الغرض هو إجابة السؤال ( خصوصا لمصححي الحديث ) و لكن الأهم هو ما بعد الإجابة على السؤال


أنت أقررت أنك ستقتله دفاعا عن عرضك ( أي إجابة غير هذه أصلا فيها دياثة الإسلام بريء منها و من يجيب بنعم فهو مجنون )

حسنا ماذا لو ضربك من غير حق أو أخذ مالك من غير حق ؟

أتي إلى منزلك و أوجعك ضربا هل تسكت ؟! و هل يأمرك الشرع بالسكوت ووجوب الطاعة ؟!!!

أو أنه أتى ليأخذ مالك رغما عنك دون حق ؟! هل تسكت ؟! و هل يأمرك الشرع بالسكوت و وجوب الطاعة ؟!!

إنه الغباء و الجهل بعينه الذي لا يقره دين

هذا ما ينبني على السؤال

و التفرقة بينهما تناقض و تخصيص العرض فقط بالقتل تناقض ليس من الشرع بشيء
فالدفاع عن العرض والدفاع عن المال والنفسه كلها حقوق ما يجب لأحدها يجب للآخر

هذا ما أردته من السؤال

لو جلست مرارا تشرح لمصححي الحديث أن سنده ضعيف منقطع

لن تصل إلى نتيجة معهم

فالحل هو الانتقال إلى المتن و مناقشتهم من خلاله ( فرق بين المناقشة للتضعيف و المناقشة على فرض الصحة )

أو بما أن عقل من يتبنى هذا المنطق في حكم المعدوم تحتم الانتقال إلى استعمال الغيرة لعلها تجعل العقل يستيقظ !!

و قد شاهدنا بما لا يدع مجالا للشك أن القوم لديهم عقدة تعظيم الحكام

و فوبيا إيذاء الحكام بأي شكل من الأشكال


الغرض ليس السؤال لكن ما بعد السؤال و ما يثيره السؤال

السؤال هو للتنبيه على ضياعهم و الإغراق فيه و هم يتوهمون أنها الشريعة و الشريعة من أفكارهم بريئة


النقد لسند الحديث


الجزء الثاني النقد الحديثي للسند

في هذا النقد الحديثي ذكرت اعتراضات المصححين مع الرد عليها لبيان تهافت أدلة المصححين

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ

محل النزاع :
لا خلاف في صحة الحديث إلا تلك الزيادة ( تسمع و تطيع للإمام و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع )
حجج الفريقين :

حجة المصححين الأولى :

أن هذا الحديث من رواية مسلم و تلقته الأمة بالقبول بل أجمعت عليه فهو صحيح بلا ريب .

رد المضعفين و حجتهم :
أن الحديث مسلم بصحته إلا زيادة ( ... و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك إلخ )
ويرد على على حجة المصححين من ثلاثة وجوه :

أولا : بعدم حجية الإجماع السكوتي هنا ، لأنه لا ينسب إلى ساكت قول و لأن من ادعى الاإجماع فقد كذب .

و صدق أحمد شاكر حين قال : الفقهاء إذا أعيتهم الأدلة و النصوص لجؤوا إلى الإجماع ، أو كما قال .
و هذا واقع و للأسف

ثانيا : على فرض حجيته ، فإنه لم ينعقد الإجماع على صحة ما في الصحيحين حديثا حديثا أصلا ، حتى يلزم المخالف بهذا الإجماع و حتى يشمل الإجماع تلك الزيادة المنكرة

قال الشيخ محمد الأمين ( ليس هو الشنقيطي و هذا لقب للشيخ و ليس اسمه على ما يبدو ) في كتابه ضعيف البخاري و مسلم :
نعم، أجمعت الأمة على أن جمهور الأحاديث التي في الصحيحين صحيحة. هذا الذي نقله الحفاظ الكبار وتداولوه. فجاء من بعدهم أقوامٌ ما فهموا مقالتهم، فأطلقوا القول وزعموا أن هذا الإجماع شاملٌ لكل حرفٍ أخرجه البخاري ومسلم بلا استثناء. وصاروا يضللون كل من يخالفهم. ولا حول ولا قوة إلا الله.

قال الحافظ أبو عُمْرو بنُ الصَّلاح في مبحثِ الصحيح، في الفائدة السابعة (ص27): «... ما تفرّد به البخاريُّ أو مسلمٌ مندرجٌ في قَبيلِ ما يُقْطَعُ بصحته، لتلقّي الأمّةِ كل واحدٍِ من كتابيهما بالقبول، على الوجه الذي فصّلناه من حالِهما فيما سبق، سوى أحرفٍ يسيرةٍ تكلّم عليها بعضُ أهلِ النقدِ من الحُفّاظِ كالدارَقَطْني وغيرِه. وهي معروفةٌ عند أهل هذا الشأن». فاستثنى ابن الصلاح بعض الأحاديث من هذا الإجماع. فجاء بعض من بعده فعمّم كلامه وأساء إلى الأئمة. بل أساء إلى نفسه، وما يضر الأئمة أمثاله.اهـ

على فكرة :
وضح الإمام مسلم رحمه الله أنه لم يشترط الصحة لجميع أحاديث صحيحه ، بل ذكر أنه يذكر في المتابعات ما هو معلول ..

لكن أين من يقرأ ؟ وأين من يفهم ما يقرأ ؟ ويمكن للمختص أن يراجع مقدمة صحيح مسلم .


الثالث : و هو في حق هذه الزيادة في هذه الرواية :
أولا هذه الرواية لذاتها محل نظر لأنه ليس فيها تصريح بالسماع :

لنتأمل في السند :
عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ

و لفظ قال من صيغ التدليس لا من صيغ التحديث

لذا يظهر أن الإمام مسلم قصد بها المتابعة و قد صرح في مقدمة صحيحه أنه يذكر أحيانا الأحاديث في المتابعات ليبين علتها و هذا جزما منها لا سيما و أن صيغة التدليس لا تخفى على من له أدنى نظر في علم الحديث

و لا عزاء للمكتفين بذكر الإمام مسلم للحديث في صحيحه و هم لم يفهموا منهجه و لم يقرؤوا مقدمته أصلا ليعرفوا منهجه

طيب ما حال هذا التدليس هل هناك اتصال في السند أم لا ؟!

الحديث بهذه الرواية و الزيادة منقطع بإجماع المحدثين

لأن أبا سلام لم يسمع من حذيفة

كما قال الدراقطني : وهذا عندي مرسل لأن أبا سلام لم يسمع حذيفة

و النووي وافقه في أن أبا سلام لم يسمع من حذيفة ، و إنما ذكر شاهدا ظن أنه يقويها ، و هذا ما لم يفهمه بعض من صحح الحديث بقول النووي

قال الشيخ مقبل :
هذا وفي حديث حذيفة هذا زيادة ليست في حديث حذيفة المتـفق عليه وهي قوله :" وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " فهذه الزيادة ضعيفة لأنها من هذه الطريق المنقطعة والله أعلم

قال الذهبي عن أبي سلام :
أبو سلام ممطور الحبشي، ثم الدمشقي، الاسود الاعرج، وقيل: إنما قيل له الحبشي نسبة إلى حي من حمير، فالله أعلم.
من جلة العلماء بالشام.
حدث عن حذيفة، وثوبان، وعلي، وأبي ذر، وعمرو بن عبسة، وكثير من ذلك مراسيل كعادة الشاميين يرسلون عن الكبار، وروى أيضا عن أبي
أمامة الباهلي، وعبد الرحمن (1) بن غنم، وأبي أسماء الرحبي، وأبي مالك الاشعري، والنعمان بن بشير، وطائفة.

و المرسل منقطع و الخلاف فيها هو في إرسال كبار التابعين و ليس بن سلام منهم

طيب هل تفرد بهذه الزيادة بن سلام ؟

نعم ، قال الطبراني في المعجم الأوسط (3/190) حديث رقم : 2893 ،
لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا عمر تفرد به بن سلام

فمسألة التفرد و الانقطاع و أنها منكرة المخالف فيهم لا حجة له إلا أن يأتي ببينة

يستدل البعض بقول الدارقطني ( ولكن معناه صحيح ) !! رافضا بهذه الجملة جميع الأدلة ،  وناسيا أن تصحيح المعنى لا يلزم منه تصحيح السند ، ولكن تصحيح المعنى يقصد منه أن هناك أحاديث أخرى صحيحة تشهد لهذا المعنى

لذا فمن يستدل بتصحيح الدارقطني للمعنى فليقم مشكورا بإثباث حديث صحيح صريح واحد يفيد أن الحاكم تجب له السمع و الطاعة مهما اعتدى وبغا !!

باختصار : لن يجد ( لن زمخشرية )

ننتقل الآن إلى مسألة الشواهد ...

رد المصححون على الاعتراض الأخير :

أننا نسلم ما سبق و لكن هناك متابعة ذكرها النووي ....

المتابعة التي ذكرها النووي ما هي ؟

يقصد رواية مسلم الأصلية التي ليس فيها تلك الزيادة ( و الرواية الأصلية منقولة في آخر البحث )

لنقرأ كلامه جيدا

" لكن المتن صحيح متصل بالطريق الأول ، وإنما أتى به مسلم بهذا متابعة كما ترى ، وقد قدمنا في الفصول وغيرها أن الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر متصلاً تبينا صحة المرسل ، وجاز الاحتجاج به ، ويصير في المسألة حديثان صحيحان "

مع العلم أن الطريق الأول الذي قصده النووي ليس فيه الزيادة المنكرة ( تسمع و تطيع للإمام و إن ضرب ظهرك ... )

طيب هل ما قاله الإمام النووي من ناحية التنظير صحيح و هل ينطبق على هذا الحديث ؟!
الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر متصلا تبينا صحة المرسل ؟!!
كلام النووي من ناحية التنظير نعم صحيح و لكنه لا ينطبق على هذا الحديث لماذا ؟!

كلام النووي لم يتطرق إلى مسألة الزيادة في في الحديث المرسل الذي وافق حديثا صحيحا ليست فيه تلك الزيادة الموجودة في المرسل

فهذه حالة أخرى لأن شرط قبول المرسل في هذه الحالة ألا تكون فيه زيادة تضيف حكما غير موجود في الحديث الأصلي ( و هي موجودة في هذا الإرسال )

يعني تطبيق النووي خطأ هنا لوجود الزيادة المنكرة و استدلاله خاطئ

طيب هل استدلال الشيخ الألباني هو نفس استدلال النووي ، و ما دليله ؟!

لا استدل الألباني رحمه الله على تحسين هذه الزيادة من طريق آخر موجود عند أبي داود و أحمد و إسناده مختلف ...

و نعم الزيادة موجودة فيه و بناء على ذلك حسن الألباني الحديث ( و من مناهج الألباني التي لم يقره عليه كثير من المحدثين المعاصرين و خالف فيها كثيرا من قواعد السابقين التساهل في المتابعات جدا جدا ، والمختص المتجرد يدرك ذلك )

و لكن

لننظر إلى إسناده
عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن سبيع بن خالد

العلة في هذا الحديث باختصار

قتادة مدلس و من يذكر إسناد أبي عوانة فقد شطط فأبو عوانة ضعيف في قتادة
و سبيع بن خالد و البعض قال هو نفسه خالد بن خالد المهم

الرجل مقبول بشرط المتابعة ؟!!! لأنه مجهول الحال قطعا

السؤال هنا ما هي المتابعة ( السليمة من الاعتراض و الجابرة للضعف ) في حديث سبيع بن خالد عن حذيفة ؟!!!

لا توجد ، إسناد ضعيف فيه مدلس و قد عنعن و رجل مجهول الحال يحتاج بنفسه إلى متابعات ... فعلى ماذا التعصب و التشنج إلى تصحيح هذا الحديث اللامعقول ؟!!!

إذن كل الشواهد التي فيها الزيادة معلولة .... لا يصح التساهل في تصحيحها و جعلها أصلا من أصول الدين و تستباح بها الأعراض و الأموال و الأنفس

ختاما ما هي الرواية التي ذكرها مسلم على انها هي الصحيحة موافقا للبخاري عليها ؟!

ذكر الإمام مسلم قبل هذه الرواية التي هي من باب المتابعات المعلولة الرواية التي لا لبس فيها لهذا الحديث و هي :


1847 حدثني محمد بن الْمُثَنَّى حدثنا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ حدثنا عبد الرحمن بن يَزِيدَ بن جَابِرٍ حدثني بُسْرُ بن عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّهُ سمع أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يقول سمعت حُذَيْفَةَ بن الْيَمَانِ يقول كان الناس يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ e عن الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عن الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كنا في جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا الله بهذا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هذا الْخَيْرِ شَرٌّ قال نعم فقلت هل بَعْدَ ذلك الشَّرِّ من خَيْرٍ قال نعم وَفِيهِ دَخَنٌ قلت وما دَخَنُهُ قال قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ منهم وَتُنْكِرُ فقلت هل بَعْدَ ذلك الْخَيْرِ من شَرٍّ قال نعم دُعَاةٌ على أَبْوَابِ جَهَنَّمَ من أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فيها فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لنا قال نعم قَوْمٌ من جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قلت يا رَسُولَ اللَّهِ فما تَرَى إن أَدْرَكَنِي ذلك قال تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ فقلت فَإِنْ لم تَكُنْ لهم جَمَاعَةٌ ولا إِمَامٌ قال فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ على أَصْلِ شَجَرَةٍ حتى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ على ذلك

هذه الرواية هي ما اتفق عليها البخاري و مسلم

و هذه رواية البخاري للتأكيد

3411 حدثنا يحيى بن مُوسَى حدثنا الْوَلِيدُ قال حدثني بن جَابِرٍ قال حدثني بُسْرُ بن عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قال حدثني أبو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سمع حُذَيْفَةَ بن الْيَمَانِ يقول كان الناس يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ e عن الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عن الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كنا في جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا الله بهذا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هذا الْخَيْرِ من شَرٍّ قال نعم قلت وَهَلْ بَعْدَ ذلك الشَّرِّ من خَيْرٍ قال نعم وَفِيهِ دَخَنٌ قلت وما دَخَنُهُ قال قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ منهم وَتُنْكِرُ قلت فَهَلْ بَعْدَ ذلك الْخَيْرِ من شَرٍّ قال نعم دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ من أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فيها قلت يا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لنا فقال هُمْ من جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قلت فما تَأْمُرُنِي إن أَدْرَكَنِي ذلك قال تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قلت فَإِنْ لم يَكُنْ لهم جَمَاعَةٌ ولا إِمَامٌ قال فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حتى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ على ذلك


ليس فيهما تلك الزيادة المنكرة المنقطعة تسمع و تطيع للإمام و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع

بل هي مما يجب تنزيه الشريعة الإسلامية عنه و تجب محاربتها و إبطالها و تنزيه منابر المساجد منها و من متعصبيها

و على المبالغين في طاعة الحاكم أن يتقوا الله و يتثبتوا في أمر الدين خصوصا لمن علم بضعف هذه الزيادة و أنه لا حجة له في تصحيحها ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمع ضعفها

( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون )

هذا و الله أعلم و هدانا الله و المخالفين و جميع المسلمين لمعرفة الحق


لا للانبطاح و الرضى بالفساد باسم الدين

دمتم منمنمين بالكرامة والعزة
محمد الفودري

هناك 12 تعليقًا:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. هذا كلام الشيخ العلامة علي الحلبي - حفظه الله - في الرد على يوسف القرضاوي 14/02/2011
    اقتباس:
    كما سمعت أمسِ بأذني من يوسف القرضاوي يضعف حديثاً في صحيح مسلم ، وهو حديث حذيفة ، أثناء مناقشته لمسألة المظاهرات ، والتي نرى ونعتقد أنها لا تجوز ، تحت أيِّ اسم وبأي دافع ، لما يترتب عليها من مفاسد لا يعلمها بها إلا الله .

    ولسنا من القائلين بالتجارب ، نقول نجحت المظاهرات في تونس ! ، وها هيَ ذي نجحت في مصر ! ، فلعلها تنجح هناك أو هنالك ! ، التجارب المخالفة لشرع الله ، والمناقضة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وزن لها .

    الحديث الذي ضعفه في صحيح مسلم ، من طريق أبي سلام عن معاوية ، ونعلم جيداً أن القرضاوي ليس من أهل الحديث ، ولا يحسن الحديث ، ولا علم الحديث ، فضعفه بحجة أن في سنده إنقطاعً ، وقد أصاب في هذه ، ولكنه أخطأ مرتين ، في غفلة علمية شديدة .

    المرة الأولى : أن للحديث متابعات وطرقاً ، متابعات لأبي سلام ، من سُبَيْع بن خالد ومن اليشكوريّ ، وغيرهما من الرواه ، بحيث يجزم الواقف من أهل الحديث على ثبوته ، فضلا عن الشواهد ، أنا سأفترض أنه لا يوجد متابعات وطرق ، وإنما يوجد فقط رواية مسلم المنقطعة ، الشواهد الأخرى وهي كثيرة ، لماذا التغافل عنها ؟ ولا أقول الغفلة عنها !

    إذا غفلت عن الطرق والمتابعات في رواية مسلم ! فكيف تكون الغفلة عن أحاديث في الصحيحين ! فضلا عن السنن ومسند الإمام أحمد المتعددة فيها المعنى نفسه ، وما هو الحديث الحَسَنُ إلا هذا .
    فالجرأة على الصحيحين أو أحدهما بمجرد مخالفة الأهواء لا تجوز ، ومن أعجب استدلاله الذي أراد أن يضعف فيه الحديث أنه قال : هذا حديث يخالف القرآن ! لماذا ؟ لأن القرآن ينهى عن الظلم وهذا الحديث يقول ( اسمع وأطع وإن أخذ مالك وجلد ظهرك ) ، فهذا إقرار للظلم الذي نهى عنه القرآن ! .

    هذه طريقة تضحك لها ومنها الثكالى ، طريقة نابية بعيدة عن العلم ، بعيدة عن المعرفة بعيدة عن الحق ، بعيدة عن الهدى ، وفيها خلط بين الأحكام ،
    الطاعة للحاكم الجائر أو الظالم شيء ،
    والطاعة له في ظلمه شيء آخر ،
    الموافقة له على ظلمه شيء آخر ،

    ردحذف

  3. ألا يرى أن درجات تغيير المنكر وإنكاره ثلاث ، ما أدراه أن هذا الإنسان أنكر بقلبه وإن لم ينكر بلسانه أو بيده ؟
    أليست هذه من درجات إنكار المنكر ؟!
    فكيف نخلط بين تحريم القرآن والسنة للظلم ، وهذا لا ينكر ولا يستنكر ، ولا يشكك فيه ، الحجج والأدلة فيه ظاهرة وباهرة .

    الأمر الثاني : عدم الخروج على الحاكم وطاعته بالمعروف دون موافقته على ظلمه وعلى فساده ، والناس عندما يفعلون مثل هذه الأفاعيل يغيب عنهم أن الله تعالى قال عن نفسه { وهو القاهر فوق عباده } [الأنعام/18] ، فتراهم يغترون بجموعهم ،
    يغترون بنتائجهم ،
    يغترون بفعائلهم وصنائعهم ،
    في الوقت الذي تغيب عنهم بل أقول عن أكثرهم المسلمات العقائدية ، والأصول الدينية .

    ضعف حديثاً في صحيح مسلم واستدل بحديث من أحاديث السيرة ضعيف بالاتفاق ، وهو حديث أن عمر رضي الله عنه في أول الإسلام خرج صفين مع بعض الصحابة ، قال هذه مظاهرة ، والحديث ضعيف باتفاق المحدثين .

    وهذا منهجٌ سيء جداً قد تلقاه القرضاوي من شيخه محمد الغزالي ، حيث يقول في مقدمة كتاب فقه السيرة يقول في معنى كلامه : الحديث إذا وافق القواعد العامة وفهمي للإسلام وقواعد الشريعة فأقبله وأستدل به ولو كان ضعيفا ! والحديث إذا خالف القواعد العامة ومقاصد الشريعة وفهمي للإسلام فإنه ضعيف ولا أستدل به ولا أقبله !.

    رحم الله قوعد علم الحديث ، وأصول المصطلح ، وأُسُسَ السنة ، رواية ودراية ورعاية ، وهل عقلك يا هذا ويا ذاك هو المعيار ! ما لم تفهمه قد يفهمه غيرك ممن هو أفقه منك ، وأعلم منك ، وأدرى منك .
    وكم من مرة ومرة استدللنا مبينين ، وبينا مستدلين بكلام الإمام أبي بكر ابن خزيمة الملقب بإمام الأئمة حيث كان يقول إيتوني بأي حديثين تظنون فيهما التنناقض حتى أكشفه لكم ، هذه عزة السنة ، وعزة أهل السنة ، وعزة العلم وأهل العلم ، ومكانتهم ومنولتهم وثقتهم بالدين والعلماء الربانيين العاملين ، بخلاف هؤلاء الذين يكادون يكونون كمن يعبد الله على حرف . نسأل الله العافية .

    لذلك هذا منهج فاسد ، ورأي كاسد ، موروث عن المعتزلة القدماء ، والعقلانيين الخبثاء ، بإسم السنة ، وبإسم الفقه ، وبإسم الدين ، وبإسم السياسة ، وكل سياسة تخالف الشرع فهي مردودة ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول ( إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء ) أي تقودهم وترعاهم ، بماذا ؟ هل كان ذلك بحسب الأهواء والعواطف ؟ أم كان ذلك بحسب قال الله قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .

    ومن أعجب العجب أن هذه الفئة عندما ضعفت حديث البخاري أيضا بالطريقة العوجاء العرجاء ! هذا ضعف حديث مسلم لحجة مخالفته للقرآن ولا مخالفة ! هذا يفقهه صغار الطلبة وأقلهم علما وأصغرهم سنا ، وأؤلائك ماذا صنعوا ؟ قالوا هذا الحديث غير صحيح ، لماذا غير صحيح ؟ قال لأن مارجريت تاتشر حكمت بريطانيا ، ولأن أنديرا غاندي حكمت الهند ، ولأن كليوبترا حكمت مصر ، إلى آخر هذه الفلسفات ! الفارغات ! الباردات ! الخاويات ! وهل هؤلاء أفلحوا حتى نقول إن الحديث مردود بدليل أحوال هؤلاء أو أحوال أولئك ! هذا غير صحيح .

    ثم سنفرض أنه قد وقع من هؤلاء بعض الفلاح - ولم يكن - فالحكم دائما في الغالب ، والنادر لا حكم له ، هذا على فرض وقوع مثل هذا الشيء ، فكيف وهو لم يكن ؟

    درس شرح الإبانة الصغرى
    من الدقيقة 12:18 حتى الدقيقة 23:23

    ردحذف
  4. نعم هذه الزيادة في ( صحيح الإمام مسلم ) مرسلة ؛ كما قال الإمام أبوالحسن الدارقطني ...
    ولكن وصلها الحاكم في ( المستدرك ) ( 4 / 547 ) :
    حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سويد أبو حاتم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده : أن حذيفة بن اليمان لما احتضر ... ؛ وفيه :
    ( سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي و لا يستنون بسنتي و سيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان فقلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك ؟ قال : تسمع للأمير الأعظم و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ) .
    قال الحاكم : ( صحيح الإسناد و لم يخرجاه ) ؛ ووافقه الذهبي .
    قلت : ليس كما قالا ؛ فإن سويد بن إبراهيم اليمامي قال الحافظ فيه : ( صدوق سىء الحفظ له أغلاط ، و قد أفحش ابن حبان فيه القول ) .
    قلت : ولكن تابعه عمر بن راشد اليمامي عند الطبراني في ( الأوسط ) ( 3/190 ) : حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عن عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ستكون أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيكون رجال قلوبهم قلوب الشياطين في أجساد الإنس قلت كيف أصنع إن أدركني ذلك قال تسمع وتطيع للامير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) .
    قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا عمر تفرد به بن سلام .
    قلت : رحمك الله ؛ لم يتفرد به عمر عن سلام بل تابعه سويد بن إبراهيم ؛ كما تقدم .
    قلت : وعمر بن راشد اليمامي قال الحافظ فيه : ( ضعيف ) .
    الزيادة بهذين الطريقين حسن لغيرها .

    ردحذف
  5. وللزيادة طريق آخر :
    أخرجه عبدالرزاق في ( مصنفه ) ( 11/424 ) ومن طريقه أحمد في ( مسنده ) ( 5 / 403 ) ، وأبو داود ( 4247 ) ، والطيالسي في ( مسنده ) ( 1/354 ) والبزار ( 1/450 ) كلهم من طريق :
    قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ قَالَ خَرَجْتُ زَمَانَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ حَتَّى قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدَعٌ مِنْ الرِّجَالِ حَسَنُ الثَّغْرِ يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْحِجَازِ قَالَ فَقُلْتُ مَنْ الرَّجُلُ فَقَالَ الْقَوْمُ أَوَ مَا تَعْرِفُهُ فَقُلْتُ لَا فَقَالُوا هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَعَدْتُ وَحَدَّثَ الْقَوْمَ فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِمَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ جَاءَ الْإِسْلَامُ حِينَ جَاءَ فَجَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ كَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَكُنْتُ قَدْ أُعْطِيتُ فِي الْقُرْآنِ فَهْمًا فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ فَيَسْأَلُونَ عَنْ الْخَيْرِ فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ السَّيْفُ قَالَ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ هَذَا السَّيْفِ بَقِيَّةٌ قَالَ نَعَمْ تَكُونَ إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ تَنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ يَوْمَئِذٍ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَالْزَمْهُ وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ ..... ) .
    قلت : هذا إسناد حسن من أجل نصر بن عاصم فإنه ( صدوق ) ؛ وبقية رجاله ثقات .
    قلت : وتابع نصر بن عاصم صخر بن بدر عند الإمام أحمد ؛ وصخر هذا قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة .
    وأما خالد بن سبيع ؛ قال العلامة المحدث الألباني - رحمه الله - في ( الصحيحة ) ( 2739 ) :
    ( ثقة ، وثقه ابن حبان و العجلي ، و روى عنه جمع من الثقات ، فقول الحافظ فيه : " مقبول " غير مقبول ، و لذلك لما قال الحاكم عقب الحديث : " صحيح الإسناد " ، وافقه الذهبي . ) .
    قلت : والأمر كما قال العلامة الألباني - رحمه الله - فإن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - كثيرا ما يوثق من كانت هذه حاله
    أي : من كان تابعيا ، ووثقه ابن حبان أوالعجلي أو كلاهما ، وروى عنه جمع من الثقات .
    وهذا الذي عليه عمل جمع من الأئمة كالذهبي والعسقلاني وابن تيمية وابن القيم وابن رجب - رحمهم الله - .

    ردحذف
  6. ولولا ضيق الوقت لذكرت أقوالهم ...
    وهذا الطريق وحده كاف في صحةهذه الزيادة ..
    وهذه الزيادة صححها جمع من الأئمة ؛ الإمام مسلم بإيراده في ( صحيحه ) وأبوعوانة ؛ والحاكم والذهبي وابن تيمية والحافظ ابن حجر والنووي والألباني وابن باز وابن عثيمين ؛ وغيرهم من الأئمة الفحول ..وجدت متابعاً آخر لنصر بن عاصم ؛ وهو أبوالتياح يزيد بن حميد الضبعى وهو ثقة ثبت ؛ عند أبي نعيم المروزي في ( الفتن ) ( 357 ) :
    حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن خالد ابن سبيع
    عن حذيفة بن اليمان قال : قلت ك يا رسول الله فما العصمة من ذلك ؟ وذكر دعاة الضلالة ؛
    فقال : ( إن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه و إن ضرب ظهرك وأخذ مالك وإلا فاهرب في الأرض حتى ياتيك الموت وأنت عاظ على أصل شجرة ) .
    قلت : أبونعيم فيه كلام في حفظه ؛ وباقي رجاله ثقات .
    وقد تابع أبونعيم الحسن بن رافع وهو ثقة من رجال البخاري ، عند ابن عساكر في ( تاريخ دمشق )
    ( 16/435 ) :

    محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي نا الحسن بن رافع نا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن صخر بن سبيع عن حذيفة قال إن أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كانوا يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أدركه فأنكر القوم قولي قال قلت قد أرى الذي في وجوهكم أما القرآن فقد كان الله أتاني منه علما وإني بينما أنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات يوم قلت يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطاناه الله هل بعده من شر كما كان قبله شر قال نعم قلت فما العصمة منه قال السيف قلت وهل للسيف من بقية قال هدنة على دخن ، قلت يا رسول الله ما بعد الهدنة قال دعاة الضلالة فإن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه وإن أخذ مالك وضرب ظهرك فاهرب في الأرض جد هربك حتى يدركك الموت وأنت عاض على أصل شجرة قلت فما بعد دعاة الضلالة ؟ قال : الدجال ، قلت فما بعد الدجال قال عيسى ابن مريم قلت فما بعد عيسى ابن مريم عليه السلام قال ما لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركب ظهرها حتى تقوم الساعة ) .

    وقد وجدت طريقاً آخر للحديث :
    في السنة لابن أبي عاصم - باب في ذكر السمع والطاعة
    حديث:‏857‏ :
    ثنا هشام بن عمار ، ثنا مدرك بن سعد ، قال : سمعت حيان أبا النضر ، قال : سمعت جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اسمع وأطع ، في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك ، وضربوا ظهرك " *
    قلت : أخرجه أيضاً ؛ ابن ابن حبان في ( صحيحه ) ( 10/425 ) ، وابن زنجويه في ( الأموال ) ( 24 ) ، والشاشي في ( المسند ) ( 1161 ) ، .
    كلهم من طريق هشام بن عمار ؛ قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير هشام بن عمار صدوق في حفظه شيء ؛ ولكن تابعه : الهيثم بن خارجة ، وهو صدوق حافظ ؛ عند ابن حبان في ( صحيحه ) ( 10/428 ) والشاشي في ( المسند ) ( 1165 ) .
    فإذاً صار الحديث صحيحاً ؛ ولله الحمد .

    ردحذف
    الردود
    1. لا تدلس على الناس فكل طرق التي ذكرتها لا تصح لشواهد لأنها من باب الضعف الذي لا تقوم به الحجة

      حذف
  7. أين أنكر هذا الحديث على المسلم أن يدافع عن ماله أو يسترده من الأمير الظالم؟!

    وأين جاء في هذا الحديث المنع من الدفاع عن النفس أو القصاص من الأمير إذا ضربه؟!

    كما ترى أخي الحبيب فإن موضوع الحديث هو البقاء على السمع والطاعة.. وليس فيه الأمر بقبول الظلم أو السكوت عليه..

    أسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياك في الدين..

    ردحذف
    الردود
    1. شاكر لك مداخلتلك ونقلك وأخي الكريم ويؤسفني أن أخبرك أنه لا يجيب عن شيء مما ورد في التدوينة بل التدوينة تفنده

      لذا إن كان ثمة تقاش فأتمنى أن يكون بعد قراءة التدوينة بعيدا عن القص واللصق لمصلحة المتحاورين

      ولك احترامي

      أهديك باقة من النقولات كما أهديتني ( لمن يهتم بالأدلة دون الأشخاص )

      حول حديث أسمع و أطع (السلطان) و ان جلد ظهرك
      http://www.youtube.com/watch?v=Kg0Hb8VFJNU

      ضعيف البخاري ومسلم
      http://www.ibnamin.com/daef_bukhari_muslim.htm

      ورأي من المدرسة السلفية كونك أيها الفاضل تنتمي لها ( إضافة إلى غيره من رموز السلفية الكافرين بهذا الحديث )
      http://www.youtube.com/watch?v=hDczg7QdpXU

      ودمت موفقا

      حذف
  8. جزاك الله خيرا عن هذا العمل القيم

    ردحذف