الثلاثاء، 3 يوليو 2012

لأن الفكرة تجلب أخواتها ... عرض لرواية أنا بلا وداع ، للمبدع : د بشير الرشيدي


 "أنا بلا وداع، ليست قصة خيالية و إنما معايشة واقعية لمراحل إنسانية قد تكون فريدة في تكرارها ولكنها جديرة بالتسجيل في تاريخ الاقدار"


التصنيف : علم نفس ، دراما
العمر المقترح : 16+ تقريبي وبحسب الشخص
عدد الصفحات : 403
المدة الزمنية : إن تجاوزت الربع الأول من القصة بسرعة فستنهيها حتما بسرعة بحسب وقتك  ، راجع القضية الأولى من الدردشات .

موجز الرواية :
هي قصة العم مسعود ، رجل عاش في غيبوبة استمرت 10 سنوات استيقظ منها على يد طبيب شاب ليتفاجأ مسعود أن كثيرا من الأمور والمصائب قد حصلت له ، ولكن هل استسلم صاحب الستين عاما من العمر أم تغلب على مشاكله وتكيف مع حياته الجديدة ؟ لقد حقق أهدافا عالية ولكن هل كان ذلك بسهولة ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ وماذا حصل ؟ بيدك الخيار لتعرف ..

أهم محاور الرواية :

- كعادة الدكتور المبدع فإنه يحاول إيصال بعض من المعاني النفسية الهامة من خلال رواياته وقصصه ، ومن بعض أهم القضايا التي تطرقت إليها هذه الرواية هي :

- قضية الصور الذهنية وأثرها .
- التعامل مع الفقدان وحقيقته .
- التعامل مع الانفعالات وكيفية السيطرة عليها .
- أهمية تحديد الأهداف وهندسة الحياة .
- التعامل مع الأسهم والبورصة :)
- أهمية المال ودوره وكيفية النظرة إليه .

دردشات مع الرواية :

- يجب الانتباه أن الاندماج في حبكة القصة متأخر جدا ، ربما سيتعب المرء من القراءة لا لأن القراءة مملة بل لأن من يقرأ الرواية فإنه يبحث عن حبكة تشده وتأسره لتأخذ به إلى النهاية ، ولكن تقريبا حوالي الربع الأول من الرواية تقل فيه الحبكة وتكثر فيه الدروس والعبر الهامة ، ولكن بمجرد الانتهاء منه سيجد القارئ أن المؤلف قد عوضه عن نقص الحبكة وزيادة بشكل لم يتوقعه ، تسارع الأحداث بعد الربع الأول يشير إلى هذا المعنى ، وبصراحة هذا ما شدني للرواية وجعلني أنهيها بفترة قصيرة جدا بعد أن أطلت في مقدمتها ، وجعلني أصحح الانطباع الأولي عنها ، لذا فكل من ينوي القراءة ويظن أن الحبكة كما هي في " رحلة لطيفة " عليه أن يجتاز الربع الأول ولا يتخوف منه وليست بقية الرواية على طريقته .

- إن كانت قضية عدم فهم كلام المرشدين النفسانيين بسبب عدم اتضاح كلامهم في المنابر الإعلامية ، فهذا لا ينطبق على الرواية لأنها مليئة بالأمثلة والتطبيقات ، وبالمثال يتضح المقال .

- كالعادة وكما هو متوقع ، فإن الشخصية التي تذكرني بشخصية فضولي مجلة ماجد موجودة في هذه الرواية أيضا ، إنها شخصية المرشد النفسي صالح ويلعب دورا هاما في هذه القصة .

- التطرق إلى قضية المعية والاتصال مع الله سبحانه وتعالى كان جميلا مؤثرا ، ما هي أهمية هذا الشعور وأثره النفسي يا ترى ؟

- التفسيرات التي يطرحها الدكتور للعلاقات واضحة وصريحة بأنها " براجماتية " أو نفعية ، وهذا حق وصواب رغم تحفظ البعض من بناء العلاقات على المصالح أو المنافع أو ذكر هذه الألفاظ ، ولكن هذا هو الواقع بعيدا عن المجاملات ، لماذا يتصدق المتبرع ؟ أليس بإعطائه الفقير فإنه ينفع ذاته من خلال التقرب إلى الله بذلك و " الصدقة تطفئ غضب الرب " ؟ القائمون بالأعمال التطوعية مجانا ، هل لو انتفى في بالهم استحقاق الثواب على أعمالهم سيبقى أحد منهم عاملا بلا مقابل ؟

- لفتة نحوية جميلة وهي تنبيه على نطق شائع في الاستغفار ، فمن الشائع أن تسمع من يستغفر الله يقول : أستغفر اللهَ الذي لا إله إلا هو ( الحيُ القيومُ ) من كل ذنب وأتوب إليه .
فعلى الاتباع يكون الأصل ( الحيَ القيومَ ) لأنها نعت للفظ الجلالة وهو منصوب ، طيب ما رأي القراء بهذا التوجيه ؟ وهل يجوز الوجهان أم لا ؟ عذرا على النقاش النحوي :)

وأختم بذكر مجموعة من الاقتباسات من الرواية :

- ولكن هناك عدمية يمارسها كثير من الناس ، فمن لم يكن له أهداف في حياته فقد حكم على نفسه بالعدمية .

- إن الإعدام الحقيقي هو سلب الإنسان من قوة الاختيار ، أي أن يكون لك أهداف تحددها بنفسك وليس مع التيار الذي يجرفك في الحياة .

- من لم يكن له هدف لم يكن له فرص .

- إياك أن تصرف مالك على الوجاهة ، فإن الوجاهة يصرف عليها من الأرباح لا من رأس المال .

- مهمة الاستشارة هي الإنارة .

- ينشأ الانفعال نتيجة لصورة ذهنية ، أي فكرة أتذكرها في عقلي ...

- المشكلة الأساسية ليست في الحدث وإنما في الانفعال الذي نختاره كاستجابة لذلك الحدث .

- لأن الفكرة كما يقول علماء النفس تجلب أخواتها .

- أهداف الحياة خمسة : الصحة والدين والعلاقات والترويح ثم المال .

كل ما سبق مجرد تشويق والتالي عليكم ...، والباب مفتوح لنقاش هذه الرواية الممتعة

دمتم منمنمين بالسعادة
محمد الفودري

# # #

التعليق الوحيد الذي وجدته في موقع goodreads ( موقع يفضل زيارته قبل أو بعد أن تقرأ كتابا لترى تجارب الآخرين في قراءة الكتاب وهي آراء ليست ملزمة تبين لك أحيانا أوجها لم تنتبه لها ، يحتوي العديد من الكتب وليس فقط هذه الرواية )

عندما إنتهيت من قرائتها قلت: "لا أريدها أن تنتهي!"

هذه الروايه و كأنها كتابين ممزوجين معًا الاول يتحدث عن مجريات القصه والثاني علم نفس و فلسفه يحلل ذات الشخصيه.كيف لشخص ان يواجه الحياه بعد غيبوبه دامت عشر سنوات! يتحدث عن مرحله الغيبوبه او العدميه كما وصفها، كيف ان الانسان يتجرد من جميع الاختيارات فيكون بقاءه كعدمه في هذه المرحله، ثم كيف ان الله لم يكتب له الموت بعد، فيعود لمواجه الحياة بعد غياب دام ١٠ سنوات.

من جهه اخرى، يتحدث الكاتب عن ذات الانسان و انها هي التي تختار الشقاء او الرخاء وهي التي تتحكم بدرجه الانفعال و ردود الافعال فهو يفصلك عن الآخرين ( مهما كان هؤلاء الآخرين مقربون منك ) فأنت تتخذ قراراتك لوحدك و تتحكم بنفعالك بقدرتك، رغم الظروف اللتي تمر بها. أحيانا اتصور ان هذا الكلام مجرد نظريات صعب جدًا تطبيقها بحذافيرها فنحن بشر تحكمنا عواطفنا في بعض الاحيان.



في هذا الرابط عرض لرواية رحلة لطيفة من المدونة

لأن الحياة حلوة طالت أم قصرت ... عرض لرواية رحلة لطيفة لمبدعها د بشير الرشيدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق