الجمعة، 28 نوفمبر 2014

أزمة الحوار بين المؤمنين والربوبيين !




يقال حاور الملحد كربوبي ، وحاور الربوبي كمؤمن ... لكن من أي ثقافة إيمانية أحاوره ؟

الإجابة على السؤال السابق تختصر أزمة الحوار بين الطرفين المترددة بين معقولية بعض قضايا الإيمان من عدمها ، حيث يلعب الربوبي دور المهاجم ويلعب المؤمن التقليدي دور المدافع في مباراة لا أجد فائزا فيها .

كل ما وجدته من انتقادات ربوبية وإلحادية كان خاصا تماما بفهم مدارس إيمانية تراثية لولا الوراثة ما ازدهرت ، دائما ما اقترنت بوصف التطرف !

لكن لم أجد الحوار يتوجه - على الأقل بشكل كبير - إلى أطروحات حداثية تجديدية إنسانية لفهم الدين لها منطقها ومذاهبها التي هي محل تجاهل من الربوبيين ومحل ازدراء من أصحاب الإيمان التراثي ، طالما وجدت فيها شخصيا حلولا مرضية لكلا الطرفين .

ولم التعويل على المذاهب الحداثية بينما الإيمان الذي أجده في القرآن مصدر الفهم الأساسي للدين فيه حل الأزمة دون إطالة ؟

هو إيمان لا يضره الشك ولو كان من نبي كما في قصة إبراهيم وعزير اللذين شكا بالبعث والآخرة بل يتعايش معه .

هو إيمان يؤكد على أن العقل من غاياته ، ولطالما حذر من اتباع الموروث والأكثرية دون بينة ، وجعل التحدث باسم الله كذبا أعظم جريمة تفوق الشرك والتي يشتهر بها الكهنوت الديني وبسببه كانت أكثر مشاكل الربوبيين مع الدين .

أحب هذا الصراع بين الربوبية والإيمان التقليدي وأراه يتجه إلى طريق ثالث جميل ، حيث أجد إيمانا يلائمني كإنسان دون جناية على عقلي .

قريب من الموضوع :

عندما أتأمل تلك النزاعات أقدر تماما فكرة دعوة محمد إقبال لتجديد الفكر الديني بجعل تجربة الإيمان وبرهنة إمكانيتها أولوية إذ هو إيمان صاف لا شك فيه وطاقة روحية متقدة تحقق مقاصد الدين .

إن فهمت معنى تجربة الإيمان وإشعال الروح ستدرك تماما لم كانت مدرسة العرفان والتصوف مستهينة بالإيمان العقلي - ولست بمنتقص منه وأرى فائدته - إذ لا شيء يعدل إيمان التجربة الذي هو إيمان حي بخلاف طريق المنطقة والاستدلال .

يقول مولانا جلال الدين الرومي :

إن رِجل أصحاب الاستدلال المنطقي من خشب، وإن الرِّجل الخشبية صلبة لامرونة فيها ولا تمكين . إن كلام هؤلاء كلام جاف ميت لا روح فيه ولا حياة ، ولا تأثير فيه ولا جمال، لانه يصدر عن قلب ميت، وكيف يؤثر ويثمر كلام ميت يصدر عن ميت ؟ 

ويقول ابن عربي :

من يؤمن بانيا إيمانه على البرهاين والإستدلال..لا يمكن الوثوق بإيمانه لأنه مستمد من الفكر والنظر..فهو إيمان متأثر بالاعتراضات .

ودمتم بخير
محمد الفودري

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

فيلم Interstellar ( البينجمي ) ... تشويقة تقديرا لفلم القرن

فيلم Interstellar  : يعني الوسط الذي بين النجوم والتي تختصر بمصطلح ( البينجمي )

فيلم يحجز أوسكارات مقدما :)


هاتفني : إن كان فيلم تايتنك فلم القرن العشرين فإن النقاد يقولون بأن هذا الفلم هو فلم القرن الحادي والعشرين !

بمجرد أن أخبرني صديق عزيز عن فلم Interstellar بهذه الطريقة تشوقت فورا لرؤية الفلم ، بل وأضاف إلى ذلك نسبة التقييمات العالية التي حازها في موقع الأفلام الشهيرImdb لتجعله يصل إلى الرتبة الحادية عشرة حتى لحظة كتابة هذه  السطور إذ لن يخيب ظني أنه سيدخل ضمن العشر الأوائل قطعا...

فالمسألة مسألة وقت وانتظار عطل نهايات الأسبوع القادمة !

لتوي خرجت من الفلم لأقول :  للأسف ما أخبرني صديقي عن الفلم من تشويق لن يوفيه حقه :)

الفلم باختصار

تحفة ، ذكي ، روعة ، مفخرة بشرية ، إعجاز ، دمار ، إرهاب إبداعي وقنبلة خالدة شنكلوتية :)

فيلم نجح بتفوق خارق للعادة في القصة والحبكة والشخصيات والفكرة والتصوير وكل حاجة 

لا يخلو من قيم ولمسات مؤثرة ومحفزة مجددة للحياة والطاقة والهمة والفكر بل والإيمان 

كما نجح بشدة في توصيل قضايا علمية بالغة الدقة ,والتحدي بطريقة بسيطة ميسرة جعل تصورها وتخيلها ملموسا وقريبة إلى الفهم بشكل جميل

مفهوم تعدد الأبعاد 

توحد الزمان والمكان أنهما شيء واحد ( الزمكان )

دودة أينشتاين 

جاذبية الطرد المركزي 

نسبية الزمن

نظرية كل شيء

الثقوب السوداء

انعدام الصوت في الفضاء 

العطالة 

كل هذه القضايا العلمية وغيرها ذات المرارة يقربها لك الفيلم دون أن تشعر بأي ثقل أو مرارة معلوماتية أبدا ، بل في قالب قصة مثيرة تتحدى التوقعات وتتلاعب بالعواطف وتشد الانتباه حتى آخر لحظة 

مناسب للمثقفين ولغير المختصين

أما عن جانب المغالطات العلمية

كمسألة دخول الثقوب السوداء والعبور خلالها وغيرها من الانتقادات لصياغة الأحداث فأراها مغتفرة مقابل الجانب المتميز والمبدع الذي قدم لنا ، فلم القسوة مع من كان النقص جزءا من تكوينه ؟ ولا ننسى أن الفيلم يندرج تحت فئة الخيال العلمي رغم كثافة الحقائق الدقيقة التي تضمنها

وبالنهاية أجدد شكري وتقديري للصديق العزيز يعقوب الفيلجاوي على ترشيحه النبيل ^__^

بيني وبينكم

خرجت من الفيلم وأنا غير متأكد من السنة التي أعيشها ولا المكان الذي كنت فيه ، وربما تصورت من حولي كائنات من زمان آخر :)

معلش تأثير الفلم قوي فوق التصور فقلت أستغل تأثير اللحظة لكتابة البوست :))

ودمتم بسعادة وتوفيق
محمد الفودري