الأربعاء، 21 مارس 2012

ظلال سيد قطب الوارفة ... ما قيمتها ؟




" إنه ضال مضل منحرف ، لا بل كتاباته كلها ضلالات وانحرافات وتستحق الحرق ، ولا فائدة من كتبه أبدا وفي كتب من سبقه الكفاية ، إنه جاهل ليس سوى  .... " وغيرها من قائمة الاتهامات المعلبة التي لم تبن على قراءة متجردة منصفة ...

الكلام السابق جزء قليل مما يوجه للأستاذ سيد قطب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - وكل ظلم لميت يدفعه الظالم من حسناته - ذلك الرجل الذي تتناوله ثلاث فئات اثنتان متطرفتان بين حب  وبغض لم تنصفاه وواحدة أنصفته فاستفادت منه خيرا كثيرا ، وهو يصلح كنموذج لما يحدث عندما تبالغ الجماعات الدينية في الحب الأعمى المتعصب أو الكراهية للأشخاص وما ينتج عن ذلك من آثار مدمرة للعقل والشخصية ...

=فاصل : كم من نقاش جرى حول هذه الشخصية الفريدة بين مهاجم و مدافع وبعد نهاية النقاش أجد أن كلا الطرفين لم يقرآ حرفا لسيد قطب أصلا !! وتتفشى هذه الظاهرة المجنونة لدى المهاجمين أكثر !! أعقل المهاجمين الذين يقرؤون مواطن الخلل أو ما يتوهم أنه خلل وتظل قراءتهم عوراء =

ليس المقام هنا لتناول الآراء حول شخص هذا الرجل فأبسط القواعد العقلية المسلمة عند جميع التيارات الدينية أن كلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولكن المبالغين لا أدري ما المشكلة عندهم مع تطبيق هذه القاعدة مع المرحوم سيد قطب وهم يفعلونها مع كثير من الرواة المتهمين بآراء تخالف آراءهم ، يأخذون عنهم ما صفى ويدعون ما كدر دون تعميم لوجه الخلاف معهم فليت شعري لم لا يعاملون بشر اليوم كما يعاملون بشر الأمس ؟؟

وليس المقام عن تناول الآراء حوله وخاصة المعادية له والتي أكثرها مجحفة في حقه ولا تعرف تاريخه الفكري وتحولاته ، ولا تفكر في إنصافه - ولهذا الهجمة الغريبة أهداف أخرى سيدركها من أدرك قيمة ما كتب سيد رحمه الله - وربما تتجاهل تماما فكرة تراجعه أو لم تسمع عنها أصلا ، فالإنصاف عزيز ومثله عذر المخالف .

= للنظر في هذا الموضوع يرجى زيارة هذا الرابط أو البحث باستخدام أنكل قوقل واختر ما شئت من وجهات النظر والآراء
http://www.uae4ever.com/vb1/Emara3/thread9558.html  =

ولكن الحديث هنا إلى قيمة تفسيره وأثره على الفرد المسلم ، طالعت معظم كتب التفاسير وعلى رأسها الأمهات ولكي أكون منصفا ومحددا للمقارنة كنت أختار آية واحدة وأقرأ تفسيرها في أكثر من عشرين كتابا من كتب التفسير سواء النقلية أو العقلية أو المطولة أو الموجزة ...
ما الذي كنت أبحث عنه ؟ كنت أريدا كتاب تفسير يجعلني أعيش مع الآية وأتلذذ بمعناها ويهز الوجدان ويلامس بشرحه القلب والمشاعر فيوقظ العاطفة الدينية التي هي كمثل الوقود في النفس والشعلة المحفزة للمسير ... العاطفة الدينية التي بفقدها تكون قسوة القلب والعقل وجفافهما .

لمن كانت الغلبة في أكثر هذه المقارنات يا ترى ؟؟ كانت لكتاب سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن

لماذا ؟

الناظر في معظم كتب التفاسير يجد أنها مهتمة بالجانب العلمي بصفة كبيرة قليلة التطرق والتفصيل فيما يساعد على التعمق في المعاني ، فكتب النقل تركز على ذكر الآثار وغيرها على الأحكام و مناقشة الأدلة وذكر الاختلافات اللغوية والاختلافات في المعنى و و و - والخلاف يقسي القلب بطبعه - .... طيب أين التفسير المخصص لجانب التعايش مع معاني القرآن ؟ إنه " في ظلال القرآن " ولو قال شخص أن هذا الكتاب جاء ليسد نقص التعايش مع المعاني القرآنية لم يكن مبالغا ، ولا يعني هذا خلوه من الاهتمام بالجانب العلمي ، بالعكس فهو موجود أيضا ويتطرق لقضايا علمية في التفسير كقضية الاعجاز العلمي ويذكر ضمن السياقات بعضا من المعاصرات ، وإذا أخذ بالحسبان مسألة نفور البعض من القراءة في الكتب التراثية فهذا كتاب معاصر بأسلوب رائع مشوق يصلح لمثل هذه الفئة .

لا عليك أيها القارئ الذي لم تقرأ الظلال بمن يتحدث عن سيد قطب رحمه الله وكأنه فاق هتلر وشارون وصدام في الجرم والفظاعة أو أن كتبه تتسرب منها شياطين وأفاعي قرمزية تصفد عقلك وتفسد دينك وحياتك ويجعل محاربته لسيد همه الأول والأخير بل ويعادي ويوالي عليه !!

ولكن أقدم لك فرصة لتقرأ بنفسك بعضا من جميل ما كتب سيد رحمه الله واحكم عليه ، اخترت فقرة أعجبتني وآمل أن تشعر بما شعرت به من مشاعر تراجيدية ، ثم انطلق بعدها واقرأ ما تريد ولا تخف من وصاية أو تهديد .


قال رحمه الله في تفسير سورة الفتح :
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}.
هذا الدرس كله حديث عن المؤمنين، وحديث مع المؤمنين. مع تلك المجموعة الفريدة السعيدة التي بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. والله حاضر البيعة وشاهدها وموثقها، ويده فوق أيديهم فيها. تلك المجموعة التي سمعت الله تعالى يقول عنها لرسوله صلى الله عليه وسلم {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبا}.. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: «أنتم اليوم خير أهل الأرض».
حديث عنها من الله سبحانه وتعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وحديث معها من الله سبحانه وتعالى: يبشرها بما أعد لها من مغانم كثيرة وفتوح؛ وما أحاطها به من رعاية وحماية في هذه الرحلة، وفيما سيتلوها؛ وفيما قدر لها من نصر موصول بسنته التي لا ينالها التبديل أبدًا. ويندد بأعدائها الذين كفروا تنديدًا شديدًا. ويكشف لها عن حكمته في اختيار الصلح والمهادنة في هذا العام. ويؤكد لها صدق الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد الحرام. وأن المسلمين سيدخلونه آمنين لا يخافون. وأن دينه سيظهر على الدين كله في الأرض جميعًا.
ويختم الدرس والسورة بتلك الصورة الكريمة الوضيئة لهذه الجماعة الفريدة السعيدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفتها في التوراة وصفتها في الإنجيل، ووعد الله لها بالمغفرة والأجر العظيم..
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزًا حكيما}..
وإنني لأحاول اليوم من وراء ألف وأربعمائة عام أن أستشرف تلك اللحظة القدسية التي شهد فيها الوجود كله ذلك التبليغ العلوي الكريم من الله العلي العظيم إلى رسوله الأمين عن جماعة المؤمنين. أحاول أن أستشرف صفحة الوجود في تلك اللحظة وضميره المكنون؛ وهو يتجاوب جميعه بالقول الإلهي الكريم، عن أولئك الرجال القائمين إذ ذاك في بقعة معينة من هذا الوجود. وأحاول أن أستشعر بالذات شيئًا من حال أولئك السعداء الذين يسمعون بآذانهم، أنهم هم، بأشخاصهم وأعيانهم، يقول الله عنهم. لقد رضي عنهم. ويحدد المكان الذي كانوا فيه، والهيئة التي كانوا عليها حين استحقوا هذا الرضى: {إذ يبايعونك تحت الشجرة}.. يسمعون هذا من نبيهم الصادق المصدوق، على لسان ربه العظيم الجليل..
يا لله! كيف تلقوا- أولئك السعداء- تلك اللحظة القدسية وذلك التبليغ الإلهي؟ التبليغ الذي يشير إلى كل أحد، في ذات نفسه، ويقول له: أنت.
أنت بذاتك. يبلغك الله. لقد رضي عنك. وأنت تبايع. تحت الشجرة! وعلم ما في نفسك. فأنزل السكينة عليك!
إن الواحد منا ليقرأ أو يسمع {الله ولي الذين آمنوا} فيسعد. يقول في نفسه: ألست أطمع أن أكون داخلًا في هذا العموم؟ ويقرأ أو يسمع: {إن الله مع الصابرين} فيطمئن. يقول في نفسه: ألست أرجو أن أكون من هؤلاء الصابرين؟ وأولئك الرجال يسمعون ويبلغون. واحدًا واحدًا. أن الله يقصده بعينه وبذاته. ويبلغه: لقد رضي عنه! وعلم ما في نفسه. ورضي عما في نفسه!
يا لله! إنه أمر مهول!
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}..
{فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبا}..
علم ما في قلوبهم من حمية لدينهم لا لأنفسهم. وعلم ما في قلوبهم من الصدق في بيعتهم. وعلم ما في قلوبهم من كظم لانفعالاتهم تجاه الاستفزاز، وضبط لمشاعرهم ليقفوا خلف كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم طائعين مسلمين صابرين.
{فأنزل السكينة عليهم}.. بهذا التعبير الذي يرسم السكينة نازلة في هينة وهدوء ووقار، تضفي على تلك القلوب الحارة المتحمسة المتأهبة المنفعلة، بردًا وسلامًا وطمأنينة وارتياحًا. 



ختاما :

هل الكلام السابق يخرج من رجل جاهل يبغض الدين ونجوم الجيل الأول كما يدعون ويموهون للناس ؟؟ ما سبق مثال واحد وفي الظلال كنوز كثيرة لمن يريد ...

ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله :: وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

ويبقى الكمال لله تعالى ويبقى النقص طبيعة بشرية .


تحياتي لجميع القراء
 محمد الفودري

الأحد، 11 مارس 2012

لحظات مع صاحب الصفحات ،، الشيخ يوسف بن عيسى القناعي

عرض خفيف لكتاب لطيف 

كتاب صفحات من تاريخ الكويت للشيخ يوسف بن عيسى القناعي أحد الرواد النيرين من هذا البلد ، كتاب موجز جدا في استعراض التاريخ  ، ويمكن اعتباره من أوائل كتب المناهج الدراسية في الكويت لمادة الاجتماعيات ، فقد ذكر المؤلف أنه صنفه لأبناء المدارس ، وهو يتناول المرحلة التاريخية منذ بدء حكم صباح الأول ونهاية بوفاة مبارك الكبير .

لغة الكتاب عفوية وسلسة كما هي الحياة سابقا وكما هو أسلوب المؤلف المعتاد لمن تأمل ملتقطاته الجميلة والتي تستحق القراءة أيضا ، واعتمد في مصادره على مشاهداته الشخصية والنقل عن المتقدمين وأسلافهم ، كما تظهر في الكتاب بعض الإحالات إلى كتاب زميله الشيخ المؤرخ عبد العزيز الرشيد .

يبدأ الكتاب بالتعريف بالكويت  ومناخها وأول من سكنها ، ومن ثم الحديث عن الحكام وأهم الأحداث التي جرت في عهدهم .
ثم ينتقل إلى الحديث عن مرجعية الأحكام في الكويت وتاريخ القضاء ،ويذكر بعدها أمر الصناعات وقصة المباركية ويتطرق بعدها لموضوع علماء الدين ، والشعراء والتجار ، كما تناول الحديث عن المرأة وحالها ، وذكر مناقب الكويتيين وبعض من خرافاتهم ولهوهم ، وختم باستعراض لتاريخ عائلة القناعات الكرام 


- دردشات :
- أثناء القراءة برجاء النظر إلى طريقة النقد والحديث عن ( الشخصيات الهامة ) و قارنها بالفوبيا الحالية والعبودية اللاشعورية في نفوس البعض للأسف .
- في الحديث عن اللهو وطريقة تقديم المؤلف له بإحالة إلى كتاب ابن حزم وتناولها بعفوية ، يدرك القارئ أن التطرف إلى وقت قريب لم يكن موجودا ولا تلك الحزازيات في مناقشة المسائل ، وهذا يدل على أنها مستوردة ودخيلة ، ربما .
- الكاتب كان له انتقادات في محلها كانتقاده العظامية والتقزز من بعض المهن الشريفة وبعض السلوكيات المخالفة للدين ، وبعضها لا يزال مستمرا .
- من الملاحظ على الجيل الذهبي والشيخ منهم تأثرهم الشديد بالأدب العربي وهذا واضح في هذا الكتاب ، وكتاب الرشيد أشد منه  .

وفيما سبق كفاية فالكتاب لوحده لطيف فلا داعي لتثقيله بعرض يزيده ،  ويبقى أنه فرق بين قراءة الاطلاع العامة وبين القراءة التخصصية وخاصة في مجال التاريخ .

سالفة قريبة :
- لم يستطع أن يدرك معنى سنة الهيلق فلما قيل له أنها ( zombie year ( وصلت على طول :)



تحياتي لجميع القراء
 محمد الفودري

الجمعة، 9 مارس 2012

ترجمة رواية خمس الملك 2

لقد كانت أجراس الساعة الثامنة صباحا في أوائل شهر يونيو عندما دخلنا بحر كورتيز . في جهة مقدمة السفينة كانت جزيرة كاليفورنيا ، وعلى الشرق يقع ساحل أسبانيا الجديدة .

جلست في مقصورتي أرسم بالحبر جزيرة واسعة رأيتها فجرا ، حيث أنها لم تظهر في الخريطة الرئيسية .
كانت حرارة الجو خانقة ، لذلك فقد تركت الباب مفتوحا ، و فجأة أغلق الباب ، و التفت لأرى وجه القائد مندوزا .

ألقى نظرة على الخريطة المنشورة على الطاولة فسألني ( هل هذه خريطة الأدميرال أولوا ؟ )

أجبته ( إنها نسخة ، صنعتها بينما نحن نبحر شمالا ) .

( نسخة حقيقية ؟ ).

( نعم سيدي حقيقة ).

مال فوق كتفي ( أين نحن في هذه الساعة ؟ يا سيد رسام الخرائط ) .

وضعت إصبعي على الخريطة ( لقد كان هذا موقعنا يوم أمس وقت الغروب ، يجب أن نكون قد قطعنا على الأقل اثني عشر فرسخا منذ ذلك الوقت ) .

حدق مندوزا أسفل المدينة التي تقع شرقا و حدق في شمال النقطة التي استقر إصبعي عليها ، لقد كانت فضاء واسعا غير محكم التخطيط ، لا تظهر عليها أية علامة ، لا أنهار ، و لا سلسلة جبال ، لا قرى ، لا مدن ... فقط الكلمة الوحيدة ( مجهول ) .

استدار و مضى باتجاه الباب ، اعتقدت أنه مغادر ، أو أنه علم ما يود معرفته ، و لكنه توقف هناك لبرهة ، و بدأ يحدق في الخارج في البحر الهادئ ، و الأمواج البيضاء ، و التلال المائلة نحو الشرق ، بعدها أغلق الباب و مال باتجاهي ينظر إلي قائلا ( أنت تعمل بجهد ، إن فانوسك يضيء حتى وقت متأخر ، حتى أنني نادرا ما ألقاك ) .

أجبته ( يوجد الكثير من العمل ).

( قليل من نور الشمس سيساعدك ، وعليك ببضع ساعات على ظهر السفينة ، فأنت تبدو شاحبا ، صبي في مثل عمرك يجب أن يتحرك في كل مكان ، لا أن يجلس في غرفته يوما كاملا و نصف الليل ، كم عمرك ؟ سبعة عشر ؟ ثمانية عشر ؟ ).

( بل خمسة عشر، سيدي ).

( لقد افترضت أنك من سالامانكا ، بلدة الطلبة ، حيث يبدو كل شخص هناك شاحبا ، و الحمرة تحيط عيونهم من كثرة القراءة ، و أصابعهم ملطخة بالحبر ).

( لا أنا من رندة ).

( حقا ؟ هذا صعب التصديق ، فهؤلاء الذين من رندة أشخاص مغامرون ، أقوياء بالسيف ، و فرسان مهرة ، عديمو الراحة ، و مستعدون لأي شيء دائما ) .

نظرت أسفلا إلى الخريطة و الجزيرة التي لم أنتهي منها بعد .

أشار بيده إلى المكان الفارغ قائلا ( أولوا لم يظهر شيئا لكل هذا ؟ ) .

أجبته ( لا شيء ، لقد سار بمحاذاة الشاطئ مسافة الشمال كمسافة نهر الهداية الصالحة الذي اكتشفه ، لكنه لم يجرؤ على اكتشاف ما هو أبعد من الساحل )

( ماذا عن ماركوس دي نيزا و ستيفن الموري ، الشخص الذي رأى مدن الذهب السبعة ؟)

( الموري قتل في هاويكوه و تقع عظامه هناك ، و الأب ماركوس في اكتشافاته لم يكن يصنع الخرائط ، لم يترك أي واحد منهما سجلا لسيبولا ، أو طريقة لكيفية الوصول إليها ) .

( إذن فالخريطة ليست ذات قيمة لهؤلاء الذين قد يحاولون أن يرحلوا إليها ؟ )

( أبدا سيدي )

( إذا تركت السفينة و انطلقت نحو الشرق هل سوف تكون الخريطة غير مساعدة ؟ )

( لا ، سيدي )

قال مندوزا ( هيا انطلق إلى عملك ، فالخريطة مهمة ، بدون الخرائط ما الذي يمكنه لنا نحن المستكشفين أن نفعله ؟ و لكن أخبرني يا سيد رسام الخرائط ، عن هذه البلاد المعلمة بـ ( مجهول ) ألا تشوقك لمعرفة ما الذي يقع هناك ؟ كمدن الذهب اللامعة أو الكنوز البراقة ؟ )

هززت رأسي موافقا .

( و لكنك لن ترى هذه البلاد التي هي أكبر من إسبانيا بأكملها و لن تكون قادرا على أن ترسمها في خريطة ، إن بقيت جالسا في مقصورة سفينة سان بيدرو )

( لكنني رسمت الشواطئ و الجزر التي اجتزناها )

( هذه الخريطة قد رسمت من قبل بواسطة الأدميرال أولوا )

( لقد صححت خريطته )

( إذن أنت لست صانع خرائط ، أنت شخص تقوم بتصحيح الخرائط ، ناسخ )

قلت ( إننا نبحر شمالا ، و ربما إلى بحار لم ترسم في خريطة من قبل )

( أنت فقط ستبحر حتى اللحظة التي تشاهد فيها جيش كورونادو ، و كما تعلم فإن السفن الثلاث لهذا الأسطول زودت بالمؤن من أجل هذا الجيش ، و تعلم أيضا أن كورونادو سيبحر باتجاه الشمال على امتداد الساحل ، على خط مواز لخط سيرنا الذي اتبعناه في البحر ، في ذلك الوقت هو يأمل أن يدركه الأدميرال ألارجون ، و بعد ذلك هذه السفن سوف ترسو في الميناء و ستفرغ حمولة المؤن و ستعطى لكورونادو ، أنت تعرف الخطة ، و لكن الذي لا تعرفه هو التالي ، إن تم الانتهاء من تسليم المؤن هنا فالسفن و أنت معهم ستبحرون للجنوب لا شمالا ، ستعودون إلى كوليكان ، و ليس إلى البحار التي لم ترسم التي تحدثت عنها )

قلت ( ربما لدى ألارجون خطط أخرى ، فقد يستكشف جزيرة كاليفورنيا و مياهها )

( لا يا سيد ، إنه تحت أوامر بأن يرجع إلى كوليكان )

لم أستطع أن أنكر عليه في هذا ، هنا بقيت صامتا و لكنني بدأت أحتار، احترت من كل شيء قاله لي ، ما الذي يجعل بلاز دي مندوزا القائد في جيش كورونادو و الذي لم يكن يتكلم أكثر من بضعة كلمات معي في أثناء الرحلة البحرية يقف في مقصورتي و يكلمني كما لو كنت أمين سر ؟

قال ( هناك شيء أيضا أنت لا تعرفه و لكن يجب أن تعلمه ، ألارجون و كورونادو لن يجتمعا أبدا ، لأن خطة اجتماعهما غير صحيحة ، لقد كانت خاطئة منذ البداية ، يمكنك ملاحظة هذا بنفسك ، ففي مرات عديدة ، من أجل تجنب الشعاب الصخرية و المياه الضحلة كان على السفن أن تبحر بعيدا عن الشاطئ ، صحيح ؟ )

( نعم سيدي )

( و هل هذا أيضا صحيح أنه بسبب الجبال و المستنقعات أجبر كورونادو على أن يزحف إلى داخل القارة ، بعيدا عن رؤية البحر ؟ )

( نعم سيدي )

( هل من الممكن أنه بينما واحد من هؤلاء يأخذ طريقه في مكانه ، أو كلاهما في نفس الوقت ، كورونادو يزحف داخل القارة ، و السفن تبتعد في البحر ، بأن يتجاوز هذان الاثنان أحدهما من غير مشاهدته ؟ )

( نعم سيدي )

( إنه ليس ممكنا فقد بل هذا الذي قد حصل فعلا ، ففي بعض الأوقات خلال الأسبوع الماضي كنا نسير مسافات زائدة و نتجاوز كورونادو ، إنه خلفنا و بالرغم من ذلك فإن ألارجون يستمر في الإبحار ، إنه يبحر إلى غير جهة )

تغير صوت مندوزا مشمئزا ( كان من الممكن أن يكون الأمر بسيطا لو أن الرجلين من البداية اتفقا على مكان للالتقاء ، لو قال ألارجون (( سأبحر لمدة خمسة أيام ثم أرسو )) ، أو لو قال كورونادو (( ليكن إبحارك في كل يوم بمقدار ما يصل إليه جيشي في اثني عشر ساعة ، كن متأكدا من انتظارك لنا )) )

كان مندوزا رجلا طويلا يكبرني بعشر سنوات أو أكثر ، عيناه كانت مظلمتين وعميقتين في وجه لونه كلون جلد قرطبي ، حيث جميع عظام الفك و الخدين و الحاجبين بارزة بوضوح ، كما لو أنه سهر ليلا طويلا ، ثيابه كانت واسعة و مزخرفة ، لقد كانت مزينة بالأناقة و بشريط مرتب مضاعف في الأسفل ، سراويله كان ملونا و قصيرا يغطي الركبتين ، حذاؤه كان لامعا و مرن الجسم و قويا كأجود الحديد .

ألقى علي نظرة فاحصة ، ( هل أنت تقر ألارجون بأن يبحر عائدا و يخرج للبحث عن الجيش المفقود ؟ )

( لا ، سيدي )

( و لا أنا ، بالرغم من هذا فهذا هو قدرنا مهما فعلنا )

استدار مندوزا و أخذ ينصت باتجاه الباب للحظة ، ( غدا سأذهب نجو الشاطئ ، يجب أن أسيطر على السفينة و أضع الأدميرال مقيدا بالسلاسل في السجن ، سأقوم بالبحث عن مدن الذهب السبعة لسيبولا ، في هذا البحث سأحتاج إلى رسام خرائط بارع ، شخص قادر على أن يأخذ العلم من الشمس و النجوم ، و بهذا سيوجه خطواتنا )

توقف و أخذ ينصت باتجاه الباب مرة أخرى ( هل تريد أن تنضم إلي في هذا البحث ؟ )

بقيت صامتا .

( أو أنك ترغب بالإبحار عائدا و تخرج في حوض خشبي ؟ )

قلت ( أنا عضو في طاقم الأدميرال ألارجون )

تظاهر مندوزا بعدم سماعي ، قال ( ألا ترغب برؤية مدن سيبولا السبعة ؟ ألا تريد نصيبا من الكنز الذي سنجده هناك ؟ الذهب و الفضة و الفيروز ، بكل تأكيد لقد سمعت عن أساطير الأغنياء ، أم أنك تفضل أن تبقى محبوسا في مقصورة بقية شبابك بينما الآخرون ينمو ثراؤهم مثل دوكي الثري  ؟ )

قلت معاندا ( أنا عضو في طاقم الملاحين )

( قريبا لن يكون هناك طاقم )

فتح الباب و أخذ يحدق في مقدمة و مؤخرة سطح السفينة ، عاد ينظر إلي ( ما قلته أنا لا يعاد ، و لكن أعط نفسك فرصة للتفكير )

بهذا ذهب إلى السطح ، و أنا قلق جدا حول إكمالي الخريطة التي كنت أرسمها .



# #

هامش 
 جزيرة كاليفورنيا :
من المعروف كاليفورنيا ليست جزيرة بل شبهة جزيرة ، فلماذا ذكرت في الرواية على أنها جزيرة ؟؟
هذا بسبب أكثر الأخطاء شهرة في التاريخ ، فقديما شاع أنها جزيرة و ترسم على أنها جزيرة ، لكنها لم تكن أبدا جزيرة بل شبه جزيرة ...


راجع ويكبيديا
http://en.wikipedia.org/wiki/Baja_California_%28peninsula%29

ترجمة رواية " خمس الملك " 1


The King's Fifth


تذكرت الصبا واشتقت لما رأيت أفونها غصنا حدينا :)

قبل سنين كان مولعا بالروايات أشد الولع - ولا يزال الحنين موجودا - وخاصة تلك التي تأسر خيالك وتأخذك معها بعيدا عن واقعك بعض الشيء ولكن النفوس والطباع تتغير فلم يكن يتصور يوما أنه سيهتم بمثل نوعيات الإخوة كرامازوف والحرب والسلام وغيرها حيث بدأت تلك الروايات ذات المعاني الفلسفية تتسلسل تدريجيا رغم أنه لم يكن مرحبا بها في يوم من أيام :)
 

 وهذه الرواية كان من المفترض إكمال ترجمتها إلى العربية من باب الاستمتاع أولا ثم الدربة على اللغة من خلال الترجمة ولكن لم يتيسر إكمال المهمة ، ربما يأتي يوم وتتم كاملة وهنا يرفق ما نشر منها على علاته وركاكة بعض جمله لأنه ما بقي أما ما لم ينشر فقد اختفى ، للأسف .


الأعمار الملائمة 13 - 18
التصنيف : مغامرات ، خيال تاريخي 



رواية خمس الملك

تأليف : سكوت أوديل


سكوت اوديل
أديب أمريكي ( 1898م - 1989م ) له أكثر من عشرين رواية ، من أشهرها رواية جزيرة الدلافين الزرقاء (1960م)
و التي ترجمت إلى لغات عدة من بينها العربية و صدر منها فيلم في عام (1964م) كما انه في عام (1982م) صنع من روايته خمس الملك ( الرواية المترجمة حاليا ) مسلسل كرتوني عرف بالدبلجة العربية بمسلسل الأحلام الذهبية .
حازت رواياته على جوائز عديدة ، اشتهر بالاهتمام بالخيال التاريخي في المقام الأول .
مات عن عمر يناهز 91 سنة 
 

موقع المؤلف

ترجمة :
محمد جاسم الفودري

= = = = = = = =

For
Luce

= = = = = = = =

قلعة سان جوان دي أولا
فيرا كروز ، في أسبانيا الجديدة
اليوم الثالث و العشرون من سبتمبر
لعام 1541 من ميلاد المسيح عليه السلام


كما أنها ليلة مظلمة في البحر ، فهي بداية الظلام بالنسبة لزنزانتي .قد ذهب السجان تاركا لي ستة شموع ضخمة و وعاء من الحمص الذي يسبح في زيت أصفر .

يا لي من رجل محظوظ ، على الأقل هذا ما قاله السجان قبل أن يغلق الباب الحديدي و يتركني وحيدا .



توقف عند المدخل قائلا في نفسه ( حمص و شرائح من لحم الغنم و أفضل زيت من أوبدا ! هل جاء وقت سمع فيه شخص ما بمثل هذا الطعام الممتع في هذا السجن العظيم ؟ و لا تنس الشموع التي سرقت من كنيسة صغيرة ، التي قد أرمى في السجن بسببها ، و ربما أسوء من ذلك )

تمهل قليلا ليخرج أصبعا طويلا من حنجرته ( تذكر هذا الإحسان ) قالها يخاطبني ( عندما ترجع إلى أرض المدن السبعة . دائما تذكرها لأنك إن اعتمدت على الصدفة لن ترجع أبدا ، تذكر يا إستبان دي ساندوفال أنني خاطرت بحياتي نيابة عنك ) مال باتجاهي و قد ملأ ظله الزنزانة ، ( لدي بعض السنتات ) أجبته ( لأدفعها مقابل شفقتك )

( شفقة ! ) طحن الكلمة بأسنانه ، في أثناء حياته يجب أن يكون قد فقد الكثير من الكلمات بسبب أسنانه التي اقترب فناؤها . ( أنا لا أخاطر برقبتي من أجل الشفقة ، إن هذا من ترف الأغنياء ، ولا في مقابل بضعة عملات أيضا ، لنكن صريحين حول هذه المشكلة )

أغلق الباب الحديدي و أخذ خطوة طويلة باتجاهي قائلا : ( لقد رأيت الاتهام المقدم ضدك من قبل المحكمة الإسبانية العليا ، علاوة على ذلك فإني أعتقد أنك مذنب بسبب هذا الاتهام ، و لكني لا أهتم أمذنب أنت أم لا ؟ أنا أسألك حصة من الذهب الذي أخفيته في سيبولا ، الملك يطالب بخمسه و أنا أطالب بالخمس كذلك ، لأنني عملت أكثر منه و عرضت نفسي لخطر رهيب ) لقد أعادتني كلماته للماضي ، ( إن ثبت أني مذنب حقا ) قلتها متهربا ( فإذا يجب ألا أرجع إلى سيبولا )

( ليس من الضروري أن ترجع ، فأنت رسام خرائط بارع كما يقال ، و أنت هنا سوف ترسم لي خريطة موثقة بكل تفاصيلها ، بحيث يمكنني من خلالها أن أجد طريقي إلى المخبأ السري ) بدأ صوته ينخفض لدرجة الهمس ( أخبرني ، كم يبلغ الذهب المخبأ هناك ؟ هل هو كاف ليملأ سفينة اسبانية ضخمة ؟ ) ( لا أدري ) أجبته صادقا و في نفس الوقت غير صادق .

( كفى ، هل يملأ سفينة اسبانية صغيرة ؟ ) بقيت صامتا .



 وفجأة طعنني بإصبعين كالأفعى و قرص ذراعي ( أعتقد أنك قد سمعت باسم كونتين دي كاردوزا ) خاطبني السجان ( سيد مثالي في جميع الأمور ، و بريء كطفل رضيع ، و بالرغم من ذلك فقد قضى أربع سنوات في سان جوان دي ألا في هذه الزنزانة المتهالكة ، و قد مات فيها قبل أن تأتي محاكمته إلى نهايتها ، و أنت كذلك قد تمكث هنا أربع سنوات بل خمس بل ربما أكثر من ذلك ، إن محاكمات المحكمة الإسبانية العليا تستهلك زمنا ، شبيهة بزمن استهلاك قطرات الماء للحجارة ، هذه المحاكمات تتكون من جزأين متساويين : الجزء الأول منها يتداول في القاعات التي هي في الأعلى ، قبل المقاضاة ، و الجزء الآخر يتداول هنا في الأسفل تحت مراقبة عيني )

شد قبضته بإحكام على ذراعي و قرب وجهه قريبا مني لدرجة أنني أستطيع أن أرى شعرات صغيرة على ذقنه ( تذكر أيها السيد بأن ما فعلته لك ليس مقابل العون في مارافيدس ولا من أجل المال و لا من أجل الشفقة ، فعلت ذلك فقط من أجل خريطة تخط بكل صبر و مهارة ، و التي سوف ترسمها أنت من أجلي )

( إنها جريمة ) أجبته و مازلت متهربا ( أن أرسم خريطة بلا إذن من مجلس الإنديز ) أفلت قبضته عن ذراعي قائلا ( المجلس !! إنه يقيم في إسبانيا و يبعد عنا آلاف الفراسخ )

( إذن و كذلك الملك الذي يتهمني بالسرقة ) أجبته بوقاحة .( صحيح ، و لكن لا تنسى أن خادم الملك المخلص دون فليب دي سوتو يي ريوس لا يقيم في إسبانيا ، إنه يقف هنا أمامك ، رجل بعين واحدة لن يستطيع النوم )

تراجع دون فيليب خطوة إلى الوراء و عدل أكتافه ، إنه شخص طويل القامة رفيع ، نحيف الجبهة و الفك ، يشبه الهراوة ، لم يقل أي شيء زيادة . و برقة ، بكل رقة ، أغلق الباب و زحلق لسان القفل الحديدي . و أصبح صوت خطواته يختفي بعيدا داخل أعماق القلعة . دون فليب دي سوتو يي ريوس ، هذا الاسم يثير ذاكرتي ، أهو ذاك الشخص الذي سار قبل سنين مضت مع جوزمان الدموي ، الذي قام بذبح المئات من الترازكانيين ، و قام بجر ملكهم عبر شوارع المدينة مربوطا بذيل حصان ؟!لا يمكنني أن أقول ذلك جازما ، فهي ليست مشكلة ، فهو أيضا ذاك الشخص الذي فعل الكثير من أجلي أثناء أيامي الستة في سان جوان دي ألا .

زنزانتي هي الأوسع في السجن ، ثلاث خطوات واسعة في اتجاه واحد وأربع خطوات في الأخرى ، لقد أعطاني المنضدة التي أكتب عليها ، و الشموع و الأوراق و وعاء حبر و ريشتين حادتين .أنا أعلم الآن لم أعطاني هذه الأشياء ، و لا زلت محتفظا بها ، و في مقابل ذلك لابد أن أرسم له خريطة لسيبولا ، مميزة بدقة في علاماتها للصحاري و الجبال ، و أضع تحتها الأنهار ، و كذلك ورود الرياح و الأبراج الليلية ، كل هذا من أجل الكنز الذي يشتهيه ، يا ترى من الذي يعلم أين يقع الكنز ؟

حتى أنا الذي أخفي سره ، هل أستطيع أن أعرف ؟! هل أستطيع أن أجده مرة أخرى ؟ دون فليب ، أنا لن أتمكن من الرؤية حتى الفجر ، و لكني أستطيع أن أقدم أفكاري للمحاكمة التي ستبدأ خلال يومين ، و من المثير للعجب يكفي أنها ستكون في يوم ميلادي السابع عشر . سوف أدون كل شيء كما أتذكره ، و سأكتب بكل عناية من البداية ، في كل ليلة بينما المحاكمة تستمر .



نعم ، سأدون كل شيء كما أتذكره تماما ، أنا صانع خرائط و لست كاتبا ، و بالرغم من ذلك سوف أبذل ما بوسعي ، و بهذه الوسيلة قد أجد الإجابة لكل ما يحيرني ، بإذن الله سأجد طريقي من خلال المتاهة التي تؤدي إلى عرين المينوتور ، هذا يجب أن يساعدني في المحاكمة التي أواجهها قبل المحكمة الإسبانية العليا ، لأنه إن لم أكن أعلم بوضوح ما الذي عملته أو لماذا وقعت الحادثة فكيف لي أن أسأل الآخرين بأن يعلموا ؟

أنا الآن مستعد للبداية ، الليل يمتد أمامي ، إنها ليلة هادئة في زنزانتي إلا ما يصدر من صوت قطرات الماء في مكان ما ، أو من صوت ارتطام الأمواج بجدران القلعة ، إنارة الشموع جيدة ، يقولون بأنه في الظلام تستطيع شمعة واحدة أن تشرق كالشمس .



و بعد هذا ، أين هي البداية ؟ ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن آخذها داخل متاهة الميناتور ؟ هل يجب أن أبدأ من ذلك اليوم العاصف من إبريل ؟ في الصباح عندما هاجت النسور بعيدة في الظلام أسفل المنحدرات الجبارة في رندة ؟ عندما قلت لأبي وداعا مع بعض حاجياتي التي كانت تحت ذراعي متسلقا عربة السفر التي كانت تقلني إلى سيفيل ؟ و لكن هذا كان في سنتين من الماضي و الطفل الذي كنت باهت في ذاكرتي . حتى أنني نسيت صيحة أبي ناصحا بينما كانت العربة تهم بالخروج من الميدان المرصف بالحجارة ، أنا متأكد بأنها كانت نصيحة جيدة كما أنني متأكد أن الحقيقة هي أنني لم أنتبه لها .ربما يجب علي أن أبدأ من اليوم الذي حصلت فيه على إجازة في علم رسم الخرائط ، من وكالة بيت التجارة ، و من ضمنه ساعة الإبحار من سيفيل إلى العالم الجديد ، و لكن ذلك باهت في ذاكرتي أيضا ، اختفى تحت الأشياء المقدرة التي حصلت لي منذ تلك اللحظة ، كالإبحار إلى فيرا كروز في إسبانيا الجديدة ، و الرحلة الطويلة إلى جبل قلعة أنصار الملك الميت ، مونتيزوما .

هل يجب أن أبدأ بيوم و ظروف مقابلتي مع الأدميرال ألارجون ، حيث القسم الذي التزمته بأن أحمل ولاءه ، و عن الليلة التي أبحر فيها أسطولنا البحري شمالا من أكابولكو ؟و لكن ؟ ماذا عن زيا ؟ أليست هذه الكتابات تبدأ بحق من عندها ؟ الفتاة النياريتية صاحبة أجراس الفضة و الضحكة الفضية ، التي قادت تصرفات الكابتن مندوزا إلى داخل أرض سيبولا .

لا ، إني أرى الآن أن القصة تبدأ عندما أبحر الأدميرال ألارجون إلى بحر كورتيز ، إنها تبدأ في الصباح عندما فكر الكابتن مندوزا بالبداية بأن يحتجز سيطرة السفينة الإسبانية سان بيدرو . نعم ، هذا اليوم هو البداية .

من خلال تلك النافذة المغلقة الصغيرة ، أستطيع أن أرى نجمة ، والشموع تشع نورا جيدا . الآن أستطيع أن أكتب عن خطط الكابتن مندوزا لإثارة العصيان و ما الذي حصل لها و عن الحوادث التي قادتني إلى جيجيلتيكال ، راجيا من الله توفيق ذهني وهداية قلمي . 

لماذا تتضمن كلمة التوحيد الشهادة بينما يؤمن المسلم بالغيب ؟



قال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ) الآيات


هل الشهادة هي نقيض الغيب ؟ ولماذا تتضمن كلمة التوحيد الشهادة بينما يؤمن المسلم بالغيب ؟


الإجابة :

الشهادة هي نقيض الغيب وأمر آخر متمايز عنه قطعا ، قال تعالى ( عالم الغيب والشهادة ) والعطف يقتضي المغايرة من حيث الأصل ...

وتتضمن كلمة التوحيد الشهادة ( أشهد ألا إله إلا الله ) وكذا كلمات الأذان الذي هو إعلان يذاع يوميا على فترات مختلفة

مع أننا لم نرى الله تعالى ورؤيته مستحيلة في الدنيا و إنما هي متاحة في الآخرة إن تغمدنا الله برحمته و فضله وكرمه ، فإذن هي من باب الغيب في الدنيا

ولكن مع ذلك كان الدخول في الإسلام بشهادة التوحيد ، وذلك لأنه يجب أن يكون الاعتقاد بالجازم بإفراد الله تعالى بالربوبية و الألوهية مستقرا في القلب مقطوعا به وكأنه رؤية عينية لا شك فيها و لا لبس ...

وهذه أعلى مراتب الإيمان وهي أن يكون الغيب بمنزلة الشهادة أو كما قال صلى الله عليه و سلم ( أن تعبد الله كأنك تراه )

ومثل هذا المرحلة من جعل الغيب مستقرا في القلب بمنزلة الشهادة هو سبب رئيس في مداومة الطاعة ، و كذلك فإن اختفاءه أو ضعفه هو سبب في المعصية 


( مستفاد من الشيخ الفاضل حجازي :) )

و ما سبق موجز في حق هذا الموضوع و الله أعلى و أعلم

هل يحاسبون على ترك الدين والعبادة أم على ترك الدين فقط ؟؟

هل الكافر مخاطب بفروع الشريعة ؟ هل سوف يسأل يوم القيامة عن فروع الشريعة كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات ؟ 
وما الأدلة على ذلك ؟


الإجابة : ( باختصار )



بحسب نصوص القرآن الكريم فإن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة و محاسبون عليها يوم القيامة .



التفصيل :

لا خلاف في مسألة مخاطبة الكفار بأصول الشريعة كالتوحيد و الإيمان بالرسل ونحو ذلك

و إنما الخلاف هو مسألة مخاطبتهم بفروع الشريعة كالصلاة و الزكاة و نحو ذلك

والذي يظهر أن الكفار هم مخاطبون بفروع الشريعة كما أنهم مخاطبون بأصلها ( كما هو مذهب الجمهور ) مع عدم صحة الفرع منهم إلا بشروطه و أهم شروط قبول الفروع هو الإسلام
( مع الانتباه لما يكون من خلاف لفظي بين الجمهور في التفرقة بين المحاسبة و المخاطبة بالنهاية الكل متفق و لكن من باب الدقة يناقشون مسألة الخطاب المباشر و الغير مباشر )

و استدل الجمهور على صحة مذهبهم بما يلي من القرآن الكريم :

- ( ما سلككم في سقر ،قالوا لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين ، حتى أتانا اليقين )

فلو لم يكونوا مخاطبين بفروع الشريعة لم يحاسبوا عليها ، و النص على أن من أسباب دخولهم النار ترك هذه الفروع من صلاة وإطعام المسكين دليل صريح على أنهم مخاطبون بها و محاسبون على تركها

ومثل ما سبق التوعد للمشركين بالويل لأنهم تركوا بعض الفروع ، كما في قوله تعالى : ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة )


ومن طرائف الاستدلالات في هذه المسألة الاستدلال بقوله تعالى : ( وطعامكم حل لهم )

وهاهم الأنبياء - و الآيات كثيرة - كانوا يعيبون على المشركين كفرهم و أيضا معاصيهم في نفس الوقت ...

وغير ذلك 



والأمر لله أولا وأخيرا ، ولا يحل لأحد أن يتآلى على الله ويشهد على الأشخاص بأعيانهم بأنهم في الجنة أو في النار ولتكن محاسبة الخلق للخالق ، فالله تعالى هو القائل ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )وهم أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين فيعلم فعلا من بلغته الحجة واستوعبها ومن لم تبلغه وهذا أمر غيبي لا يعلمه إلا هو وتقديره إليه ..


هذا و الله أعلى وأعلم

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة بالأدلة

س : ما هي أسماء النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة ؟ مع ذكر الأدلة إن أمكن ؟




الإجابة :

1- محمد .

الدليل : قوله تعالى : ( محمد رسول الله ) .

2- أحمد .

الدليل : قوله تعالى حاكيا كلام عيسى عليه الصلاة و السلام : ( و مبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد )

3- الماحي .

4- الحاشر .

5- العاقب .

دليل الثلاثة السابقة بل كل ما سبق : قوله صلى الله عليه و سلم : " أنا محمد وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي " متفق عليه

6- المقفي .

7- نبي التوبة .

8- نبي الرحمة .

دليل الثلاثة السابقة : عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسمي لنا نفسه أسماء ، فقال : أنا محمد ، وأحمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة " رواه مسلم

ما سبق هو أشهرها و أصحها من حيث الثبوت


و أما ما يذكر من الأسماء المنتشرة التي لم تظهر أدلة صريحة على اعتبارها ، فغالبها من باب الصفات ، فجعل البعض من صفاته صلى الله عليه و سلم أسماء له ، و تظهر في بعض التسميات بعض من المبالغة والتعسف في اعتبارها ...

ويمكن أن يضاف - استئناسا - لقب الصادق الأمين من ضمن ذلك فهو أصرح من الصفة ، وقد وردت هذه التسمية في العهد الجديد عند النصارى ( يدعى أمينا وصادقا ) ولا يخفى أن هذا كان لقبه صلى الله عليه و سلم في مكة قبل البعثة الصادق الأمين ...


هذا و الله أعلى وأعلم

ما هو معنى الوسيلة ؟ وهل تفيد ال الاستغراق أم العهد ؟

س : قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) الآية
1- ما معنى وسيلة ؟
2- هل الوسيلة المقصودة مطلقة أم مقيدة ؟ وما الدليل الشرعي على ذلك
3- كيف نفرق من ناحية الأصول على كون الألف واللام تفيد الإستغراق أحيانا وتفيد التخصيص أحيانا أخرى ؟


الإجابة : ( الزبدة )

1- الوسيلة هي القربة وهي الطريق الموصلة إلى الله تعالى ، ولا طريق موصلة إليه عز وجل إلا الطريق التي يحبها الله ويرضى عنها ، وتكون بطاعته وترك معصيته ، ومعنى ( ابتغوا إليه الوسيلة ) أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ... وروي عن ابن عباس أنه فسرها بالحاجة فعلى هذا يكون المعنى : اطلبوا حاجاتكم من الله ..

2- بما أنه تقدم أن الوسيلة هي القربة فهي مقيدة حتما ، وقد تقدم أن الأصل في القرب و العبادات الحظر حتى يأتي الدليل على الجواز وهذا يقتضي التقييد لا الإطلاق ...

من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد 



3- موضوع لام التعريف :

الأصل في اللام أنها للتعريف : قال ابن مالك :

ال حرف تعريف أو اللام فقط :: فنمط عرفت قل فيه النمط

ولا خلاف أنها تكون للعهد إن كان هناك معهود كقولهم جمع الأمير الصاغة ،

والقول بأن لام التعريف أتت للعهد ، فمعنى ذلك أنها خاصة لم تعم ولم تستغرق ، فالمعهود مخصوص من عموم ...

أما إن إلم تكن للعهد فجمهور الأصوليين على أنها للاستغراق والعموم ( وكل استغراق أو عموم بحسبه ) وهو الراجح الموافق لما عليه أرباب اللغة وعلى رأسهم صاحب الكتاب وخاصة الصحابة ( وقول الصحابي في اللغة حجة أقوى من شاعر مجهول )

ولأن اللام إن لم تفد العهد فهي تفيد العموم حتما وخاصة مع الاقتران باسم جنس ، لأنها إلم تدل عليه كانت زائدة لا معنى لدخولها ولا تفيد شيئا جديدا بدخولها

وهناك من يقول بالتوقف لأنها تكون محتملة للعهد أو الاستغراق فتكون مجملة فلا يصار إليها إلا بقرائن أخرى ، واستدلوا ببعض الصور الخارجة عن الأصل ...


فخلاصة التفريق هو إن كان ثمة معهود تدل عليه اللام فهي دالة على التخصيص وإلا فالأصل أنها دالة على العموم

هذا والله أعلى وأعلم

الفرق بين العادات والعبادات من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم


س : كيف نفرق بين العادات والعبادات من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ؟

فإن النبي صلى الله عليه وسلم ركب الحمار وخسف النعل وترك اللحية لم يحلقها , فما هو المقياس الذي يوضح العادة المباح فعلها أو تركها , مع العبادة ؟


الإجابة : ( على أن المطلوب من السؤال هو الإجابة عن الفرق بين العادات و العبادات في أفعال النبي صلى الله عليه و سلم ، دون إطلاق المسألة وكلا المسألتين دسمتين )

باختصار موجز جدا للمسألة ( فالحق أن أفعال النبي صلى الله عليه و سلم تقسم إلى ما هو أكثر من القسمين السابقين و لعل هذا أدق وبه يحصل الخروج من الكثير من المشكلات )

فأفعال النبي صلى الله عليه و سلم منها ماهو عادات خاصة أو عامة وعبادات خاصة أو عامة ، وأيضا فإن هناك تقسيمات أخرى لا بد من اعتبارها

وهي تصرفات النبي صلى الله عليه و سلم وأفعاله التي خرجت من باب كونه قاضيا وحاكما ، أو كونه مفتيا ومربيا ونحو ذلك

كلما زاد تخصيص مجالات الأفعال كان ذلك مدعاة أكبر لرفع الإشكالات : ولكن إجابة عن السؤال باختصار :


أولا أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي هي من باب العادات :

ويطلق عليها أيضا سنن العادات ، أو أفعال النبي صلى الله عليه و سلم الفطرية أو الجبلية وغير ذلك ...

فهي أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي خرجت مخرج الرغبات و الأفعال البشرية الإنسانية وهي تلك التي لا يقصد بها التقرب من حيث الأصل وهي سنن للناس وعاداتهم كانت موجودة قبل بعثته صلى الله عليه و سلم فعملها ، وهذا كالطعام و الشراب والبيع والشراء والزواج ونحو ذلك ، و كونه ارتدى شيئا معينا أو دابة معينة ...

وهي دالة من حيث الأصل على الإباحة ، وهي أيضا تلك الأفعال التي لم تتعلق بها أحكام تكليفية مباشرة سوى الإباحة ...

ولا بد من اعتبار التعلق المباشر لأنه فارق أساسي ولا يخفى أنه من رحمة الله تعالى  أنه يمكن تحول العادة إلى أمر يؤجر عليه

وأيضا يمكن الدلالة و التأكيد على اقتصار أفعاله صلى الله عليه و سلم في مجال العادات على كونها مجرد عادات هو عدم ورود النص المشرع للعبادة والحاث عليها

فمن حيث الأصل لا يمكن التسليم بأن أفعاله صلى الله عليه و سلم كلها خارجة مخرج العبادة بل يترتب على هذا بعض من الحرج

ثانيا مجالات العبادة :

وهي تعرف من خلال خروج أفعاله صلى الله عليه و سلم على وجه التقرب سواء طلبا لثواب أو اجتنابا لعقاب

وهي تعرف أيضا بالتنصيص عليها ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أو استفهامات الصحابة رضوان الله عليهم منه ..

وكذلك أفعاله صلى الله عليه و سلم التي خرجت بيانا و توضيحا لمجمل و مبهم من العبادة كالصوم والحج ونحو ذلك

وما سبق موجز مخل في حقه

والله تعالى أعلم وأعلم

تفسير قول الحق ( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )


س : قال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الآية

( وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ) هل هناك شرك أنزل الله به سلطانا وآخر لم ينزل به سلطانا ؟

 وإذا كان فما هو ؟


الإجابة :

أولا تفسير الجملة موضع السؤال في الآية :

قوله تعالى :

- ( و ) : الواو للعطف على ما قبلها ، أي و من ضمن ما حرمه الله عليكم ...

- ( أن تشركوا بالله ) : أن مصدرية ، وتقدير الجملة : ( وشرككم بالله )

- ( ما لم ينزل به سلطانا ) : " ما " نكرة موصولة وتقدير الجملة : الذي لم ينزل به ، سلطانا : أي برهانا وحجة ودليلا ، وتكون الجملة بعد التفسير وإثبات ما حذف كالتالي : ما لم ينزل بشركه - أو عبادته - دليلا أو حجة :

المعنى الإجمالي للجملة القرآنية السابقة هو : ومن ضمن ما حرم ربي عليكم شرككم بالله شركا لم ينزل به حجة وليس عليه برهان ...


س هل هناك شرك أنزل الله به سلطانا وآخر لم ينزل به سلطانا ؟ وإذا كان فما هو ؟

لا ، لا يوجد أي شرك أنزل الله به سلطانا ، ومفهوم المخالفة هنا غير معتبر لأنه يعود على أصله بالبطلان .

وذكره تعالى عدم إنزال السلطان مع إستحالة تحققه أو وجوده أصلا هو من باب إنتفاء المقيد لإنتفاء قيده اللازم ، يعني لا يوجد سلطان حتى ينزله الله تعالى أصلا ...

وهذا أسلوب يدل على كمال النفي في اللغة العربية ، وهذا كقول العرب أرض لا يدخل الضب بها جحره ، أي أنه لا وجود لضب أصلا لأنه لا وجود لضب في أرض بلا جحر


للفائدة :

هذه الآية دالة على فساد التقليد ، وذلك لأن الآية دالة على أن الشرك لا دليل عليه ، فوجب أن يكون القول به باطلا ، وهذا إنما يصح إذا كان القول باثبات ما لا دليل على ثبوته يكون باطلا ، فيلزم فساد القول بالتقليد .

التفسير الكبير للرازي (9/28)


والله أعلى وأعلم

من هو خطيب الأنصار ؟؟

س : من هو خطيب الأنصار ؟

# #

ج : الخلاصة :


 خطيب الأنصار هو ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي

التفصيل :

الدليل على الإجابة السابقة :

ما رواه مسلم عن أَنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كان ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصارِ فلما نزلت ... ) الحديث 

ولقب خطيب الأنصار قد ثبت أن هذا اللقب قد سمي به غير واحد كالحباب بن المنذر (انظر مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص 25)

وسعد بن عبادة (انظر تفسير الثعلبي (3/160) )

، ولكن اشتهر ثابت بن قيس به ، وذكر المصنفون القدماء هذا اللقب له 

فقد ذكره اليعقوبي في تاريخه (2/197) 

وابن حبان في الثقات (3/43) 

وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/464)
ويبدو أنه قد استقرت نسبته إليه دون غيره في العصور المتأخرة 

هذا باختصار و الله أعلى وأعلم