الأربعاء، 27 مارس 2013

وهل في النساء نبيات ؟ عرض لرأي ابن حزم



من يتتبع آراء ابن حزم سيجده منتصرا للمرأة في كثير من القضايا بشكل ملحوظ كولايتها القضاء وحقوقها الزوجية وغيرها ، وقضية نبوة النساء من جملة ما سبق .

مسألة نبوة النساء :
يؤيد ابن حزم بقوة إثبات النبوة لبعض النساء وأنها ليست اختصاصا ذكوريا، و مسألة نبوة النساء مسألة قد يشنعها البعض على ابن حزم و يعتبر رأيه فيها شاذا دون بينة أو دليل .
ولم ينفرد بهذا القول فهناك من أيده كأبي الحسن الأشعري وابن عطية والقرطبي ، ولكن للأسف اعتاد البعض على أن رأيه و ما تلقاه هو الصواب دون تمحيص أو تدقيق ، و اعتاد الاكتفاء بما في ذهنه ، و أي محاول لتغيير ما رسخ فيه فهي جريمة و خطيئة كبرى تستوجب المكافحة .
على أي حال
تثير هذه المسألة بعض الجوانب المهمة
أنقل لكم مقتطفات من الفصل في الملل (5/12) مع بعض التعليق :

نبوة النساء


قال أبو محمد هذا فصل لا نعلمه حدث التنازع العظيم فيه إلا عندنا بقرطبة وفي زماننا فإن طائفة ذهبت إلى إبطال كون النبوة في النساء جملة وبدعت من قال ذلك وذهب طائفة إلى القول بأنه قد كانت في النساء نبوة وذهبت طائفة إلى التوقف في ذلك ( هذا فقرة تشير إلى أن نوعية من المسائل الاعتقاد أثيرت متأخرا ، والغريب أن البعض يستدل هنا بالدليل الموهوم " الإجماع " ! )


قال أبو محمد ما نعلم للمانعين من ذلك حجة أصلا إلا أن بعضهم نازع في ذلك بقول الله تعالى ) وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم (


قال أبو محمد وهذا أمر لا ينازعون فيه ولم يدع أحد أن الله تعالى أرسل امرأة وإنما الكلام في النبوة دون الرسالة ( نقطة الخلاف والافتراق )

فوجب طلب الحق في ذلك بأن ينظر في معنى لفظة النبوة في اللغة التي خاطبنا الله بها عز وجل فوجدنا هذه اللفظة مأخوذة من الأنبياء وهو الإعلام فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحى إليه منبئا له بأمر ما فهو نبي بلا شك

وليس هذا من باب الإلهام الذي هو طبيعة كقول الله تعالى ) وأوحى ربك إلى النحل ( ولا من باب الظن والتوهم الذي لا يقطع بحقيقته إلا مجنون ولا من باب الكهانة التي هي من إستيراق الشياطين للسمع من السماء فيرمون بالشهب الثاقب وفيه يقول الله عز وجل ) شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا (
وقد انقطعت الكهانة بمجيء رسول الله

ولا من باب النجوم التي هي تجارب نتعلم ولا من باب الرؤيا التي لا يدري أصدقت أم كذبت بل الوحي الذي هو النبوة قصد من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به ويكون عند الوحي به إليه حقيقة خارجة عن الوجوه المذكورة يحدث الله عز وجل لمن أوحى به إليه علما ضروريا بصحة ما أوحى به كعلمه بما أدرك بحواسه وبديهة عقله سواء لا مجال للشك في شيء منه أما بمجيء الملك به إليه وأما بخطاب يخاطب به في نفسه وهو تعليم من الله تعالى لمن يعلمه دون وساطة معلم

فإن أنكروا أن يكون هذا هو معنى النبوة فليعرفوا ما معناها فإنهم لا يأتون بشيء أصلا فإذ ذلك كذلك فقد جاء القرآن بأن الله عز وجل أرسل الملائكة إلى نساء فأخبروهن بوحي حق من الله تعالى فبشروا أم إسحاق بإسحاق عن الله تعالى قال عز وجل ) وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ( فهذا خطاب الملائكة لأم إسحاق عن الله عز وجل بالبشارة لها بإسحاق ثم يعقوب ثم بقولهم لها أتعجبين من أمر الله ولا يمكن البتة أن يكون هذا الخطاب من ملك لغير نبي بوجه من الوجوه

ووجدناه تعالى قد أرسل جبريل إلى مريم أم عيسى عليهما السلام يخاطبها وقال لها ) إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ( فهذه نبوة صحيحة بوحي صحيح ورسالة من الله تعالى إليها وكان زكريا عليه السلام يجد عندها من الله تعالى رزقا وأردا تمنى من أجله ولدا فاضلا

ووجدنا أم موسى عليهما الصلاة والسلام قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم وأعلمها أنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا فهذه نبوة لا شك فيها وبضرورة العقل يدري كل ذي تمييز صحيح أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله عز وجل لها لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجستها في غاية الجنون والمرار الهائج ولو فعل ذلك أحدنا لكان في غاية الفسق أو في غاية الجنون مستحقا لمعاناة دماغه في البيمارستان لا يشك في هذا أحد فصح يقينا أن الوحي الذي ورد لها في إلقاء ولدها في اليم كالوحي الوارد على إبراهيم في الرؤيا في ذبح ولده فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لو لم يكن نبيا واثقا بصحة الوحي والنبوة الوارد عليه من ذبح ولده لكنه ذبح ولده لرؤيا رآها أو ظن وقع في نفسه لكان بلا شك فاعل ذلك من غير الأنبياء فاسقا في نهاية الفسق أو مجنونا في غاية الجنون هذا ما لا يشك فيه أحد من الناس فصحت نبوتهن بيقين

ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة كهيعص ذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل ) أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ( وهذا هو عموم لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم وليس قوله عز وجل وأمه صديقة بمانع من أن تكون نبية فقد قال تعالى يوسف أيها الصديق وهو مع ذلك نبي رسول وهذا ظاهر وبالله تعالى التوفيق

ويلحق بهن عليهن السلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول الله e كمل من الرجال كثيرون ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون أو كما قال عليه السلام والكمال في الرجال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهم الصلاة والسلام لأن من دونهم ناقص عنهم بلا شك وكان تخصيصه e مريم وامرأة فرعون تفضيلا لهما على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلا شك إذ من نقص عن منزلة آخر ولو بدقيقة فلم يكمل فصح بهذا الخبر أن هاتين المرأتين كملتا كمالا لم يلحقهما فيه امرأة غيرها أصلا وإن كن بنصوص القرآن نبيات وقد قال تعالى ) تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ( فالكامل في نوعه هو الذي لا يلحقه أحد من أهل نوعه فهم من الرجال الرسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل ومنهم نبينا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام بلا شك للنصوص الواردة بذلك في فضلها على غيرهما وكمل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام . أهـ


ودمتم موفقين 
محمد الفودري

الاثنين، 18 مارس 2013

التدرج في ضياع علوم الدين .. تعريف الفقه نموذجا !


هَمّك ما أهَمَّك وبعلو هَمّك تدرك هِمّتَك ... 

استعملت كلمة الفقه في ثلاثة معان ، تغيرت واختلفت تبعا لواقع أهل كل زمن :

الأول : معنى الفقه عند المتقدمين :
جاء في إحياء علوم الدين : " كان اسم الفقه في العصر الأول مطلقا على علم طريق الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفوس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستيلاء الخوف على القلب  ، ويدل عليه قوله عز وجل : ( ﯴ  ﯵ  ﯶ     ﯷ  ﯸ  ﯹ  ﯺ  ﯻ    )[1] وما يحصل به الإنذار والتخويف هو هذا الفقه دون تفريعات الطلاق والعتاق واللعان والسلم والإجارة فذلك لا يحصل به إنذار ولا تخويف بل التجرد له على الدوام يقسي القلب وينزع الخشية منه "[2]، كما " لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه إلا على العلم الذي يصحبه العمل "[3].

وكان معنى الفقه أيضا " يعم جميع الشريعة التي من جملتها ما يُتوصل به إلى معرفة الله ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته وإلى معرفة أنبيائه ورسله عليهم السلام ومنها علم الأحوال والأخلاق والآداب والقيام بحق العبودية وغير ذلك "[4]

فهو معنى واسع يبرز فيه الاهتمام بالعلم الشرعي بصفة شاملة لا سيما علم الآخرة وذاك الذي أثمر عملا ، وهذا لا يعني أن " اسم الفقه لم يكن مُتناوِلا للفتاوى في الأحكام الظاهرة ، ولكن كان بطريق العموم والشمول أو بطريق الاستتباع فكان إطلاقهم له على علم الآخرة أكثر  "[5].



الثاني : وهو معنى الفقه عند الأصوليين :
ذكر السبكي[6] تعريف الفقه – وهو المختار- فقال :
" الفقه : العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية "[7].

 وواضح من تعريفه أيضا أنه خاص بالفقه المكتسب عن طريق الاستنباط والاجتهاد ، لأن اكتساب العلم من الأدلة التفصيلية إنما هو من شأن المجتهدين كما سبق بيانه[10].

وهذا التعريف على ما فيه من رقي فإنه لا يعد شيئا مع نظرة المتقدمين للفقه 

الثالث : وهو معنى الفقه عند الفقهاء :
وهو " حفظ الفروع مطلقا سواء كانت بدلائلها أو لا "[11] أو هو " مجموع الأحكام والمسائل الشرعية التي نزل بها الوحي ، والتي استنبطها المجتهدون أو اهتدى إليها أهل التخريج ، أو أفتى بها أهل الفتوى عند الفقهاء "[12].
ومن هذين التعريفين يتضح أن مفهوم الفقه لدى الفقهاء لا يقتصر على المجتهد فقط بل يشمله ويشمل غيره من المشتغلين في مسائله[13].

الغريب أن من يتتبع الموضوع سيجد أن أقل الفقه وفق التعريف السباق يتحقق بتعلم ثلاث مسائل فقهية فقط ! ما أرخصه من فقه وما أكثر فقهاءه !!

لنتأمل كيف كان الفقه قديما وما الذي صار إليه اليوم ، وياترى ما هو كم الفوارق بين فقهاء اليوم وفقهاء الأمس ؟!

هذه التدوينة توضيح لمعنى انحطاط العلوم الشرعية من خلال نموذج من نماذج عدة ، ماذا عن بقية العلوم يا ترى ؟ هل يوجد علم شرعي واحد استمر وظل مهتما للسبب الذي أنشئ له ؟

تجديد العلوم اليوم إن لم يغير العلوم جذريا ويخرجها عن قوالبها الجامدة الخالية من الروحانية والإنسانية فليس سوى تكرار لمآسينا ، يكفي تضييعها لرونق الدين بعد أن كان يفترض بها حفظه بل صار البعض يعبد جمودها واتخذها إسلاما ومنطقا !

ودمتم موفقين 
محمد الفودري


[1] التوبة : 122 .
[2] إحياء علوم الدين لمحمد الغزالي (1/32) .
[3] مفتاح دار السعادة ومنشور دار العلم والولاية لمحمد بن القيم (1/89)
[4] البحر المحيط لمحمد الزركشي (1/17) .
[5] إحياء علوم الدين لمحمد الغزالي (1/32) .
[6] علي بن عبد الكافي بن علي السبكي الشافعي ، أبو الحسن  السبكي الكبير ، تقي الدين قاضي القضاة (683-756هـ) .
انظر : السبكي ، عبد الكافي بن علي بن عبد الكافي (1413هـ) . طبقات الشافعية الكبرى (ط2) . تحقيق محمود الطناخي وعبد الفتاح الحلو . دار هجر للطباعة و التوزيع والنشر (10/139) . الذهبي ، محمد بن أحمد (1408هـ) . المعجم المختص بالمحدثين (ط1) . تحقيق محمد الحبيب الهيلة . الطائف : مكتبة الصديق ص 118.
[7] السبكي ، علي بن عبد الكافي (1404هـ) . الإبهاج في شرح المنهاج (ط1) . بيروت : دار الكتب العلمية (1/28) .
[8] النملة ، عبد الكريم بن علي بن محمد (1999م) . المهذب في علم أصول الفقه المقارن (ط1) . الرياض : مكتبة الرشد . (1/18) وما بعدها بتصرف واختصار .
[9] الإسراء : 32 .
[10] انظر : الغزالي ، محمد بن محمد بن محمد الطوسي (1413هـ) . المستصفى في علم الأصول (ط1) . تحقيق محمد عبد السلام . بيروت : دار الكتب العلمية ص 5 ، الرازي ، محمد بن عمر بن الحسين (1400هـ) . المحصول في علم الأصول (ط1) . تحقيق طه جابر العلواني . الرياض : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ( 1/92) ، السبكي ، عبد الكافي بن علي بن عبد الكافي (1999م) . رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب (ط1) . تحقيق علي معوض وأحمد عبد الموجود . بيروت : عالم الكتب (1/244) ، القرافي ، أحمد بن إدريس الصنهاجي (1994م) . الذخيرة . تحقيق محمد حجي . بيروت : دار الغرب (1/57) ، ابن حزم ، علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي (1404هـ) . الإحكام في أصول الأحكام (ط1) . القاهرة : دار الحديث (5/119) ، السمعاني ، منصور بن محمد بن عبد الجبار (1997م) . قواطع الأدلة في الأصول . تحقيق محمد حسن إسماعيل . بيروت : دار الكتب العلمية (1/20) ، الجويني ، عبد الملك بن عبد الله بن يوسف (1418هـ) . البرهان في أصول الفقه (ط4) . تحقيق عبد العظيم الديب . المنصورة : دار الوفاء (1/79) ، الجرجاني ، علي بن محمد بن علي (1405هـ) . التعريفات (ط1) . تحقيق إبراهيم الأبياري . بيروت : دار الكتاب العربي ص 216 ، الزركشي ، محمد بن بهادر بن عبد الله (2000م) . البحر المحيط في أصول الفقه (ط1) . تحقيق د محمد تامر . بيروت : دار الكتب العلمية (1/15) ، الآمدي ، علي بن محمد (1404هـ) . الإحكام في أصول الأحكام (ط1) . تحقيق سيد الجميلي . بيروت : دار الكتاب العربي (1/22) ، تاج الشريعة ، عبيد الله بن مسعود البخاري الحنفي (1996م) . التوضيح في حل غوامض التنقيح . تحقيق زكريا عميرات . بيروت : دار الكتب العلمية (1/18) .
[11] ابن عابدين ، محمد أمين (2000م) . حاشية رد المحتار على الدر المختار . بيروت : دار الفكر (6/690) ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود الألوسي (11/49) ، أبو جيب ، سعدي (2000م) . القاموس الفقهي لغة واصطلاحا (ط2) . دمشق : دار الفكر ص 289 .
[12] المهذب في علم أصول الفقه المقارن لعبد الكريم النملة (1/18) .
[13] المصدر السابق .

الاثنين، 11 مارس 2013

قضية زواج سليمان من بلقيس

 



هل تزوج سليمان من بلقيس ؟ قضية لا يمكن القطع فيها برأي وأنقل هنا تلخيص القرطبي في تفسيره للخلاف في المسألة مع بعض الإضافات :

الرأي الأول : أنه تزوجها :
" فيروى أن سليمان تزوجها .. وأسكنها الشام ، قاله الضحاك . وقال سعيد بن عبد العزيز في كتاب النقاش : تزوجها وردها إلى ملكها باليمن .. فولدت له غلاما سماه داود مات في زمانه " ويؤيد هذا الرأي فريق من النسابة والرواة العرب ، وكذلك الحاخامات في شروحاتهم ، وكذلك ما جاء في الكتاب الحبشي " مجد الملوك " ، وكذلك بعض المفسرين على اختلاف في معطيات أدلتهم بين من يثبت صحة للآثار وبين من ينفيها .
قال الرازي : " والأظهر في كلام الناس أنه تزوجها ، وليس لذلك ذكر في الكتاب، ولا في خبر مقطوع بصحته " ونقل السيوطي تحسين ابن أبي شيبة لأحد الآثار المثبتة لقصة الزواج .
ووجدت من يظن أن في قوله تعالى : ( وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) إشارة إلى قضية الزواج دون قطع .


الرأي الثاني : أنه زوجها غيره :
" وقال محمد بن إسحاق ووهب بن منبه : لم يتزوجها سليمان وإنما قال لها : اختاري زوجا ... فاختارت ذا تبع ملك همدان فزوجه إياها "
ويؤيد هذا الرأي فريق من نسابة العرب مع اختلافهم في تعيين وتحديد شخصية ونسب هذا الزوج.

الرأي الثالث : التوقف في المسألة :
" وقال قوم : لم يرد فيه خبر صحيح لا في أنه تزوجها ولا في أنه زَوَّجَها  "
وكذلك في العهد القديم " توراة اليهود " لا توجد إشارة إلى هذه القضية
قال عون بن عبد الله : سأل رجل عبد الله بن عتبة : هل تزوجها سليمان ؟ قال : انتهى أمرها إلى قولها : أسلمت مع سليمان لله رب العالمين . يعني : لا علم لنا وراء ذلك .
ونص القرآن ليس فيه تناول لقصة الزواج كما هو واضح .

وصدق الألوسي حين قال :
" وكم في هذه القصة من أخبار الله تعالى أعلم بالصحيح منها والقصة في نفسها عجيبة وقد اشتملت على أشياء خارقة للعادة يكاد العقل يحيلها في أول وهلة .. "

ودمتم موفقين
محمد الفودري

التدوينة إهداء إلى الحر المناضل الرفيق ناصر الصميط :) نوجه له تحية