الثلاثاء، 17 يوليو 2012

الصوم في الطائرة والأبراج العالية والمناطق القطبية والغواصات والفضاء

ما يلي جزء من أطروحتي الماجستير أنشره تيسيرا للباحثين
لقراءة الرسالة كاملة من هنا



تحديث1 : تغريدات كتبتها عن قضية تناول مسألة الصوم بالفضاء :

1 بالنسبة للصوم في الفضاء الخارجي فقد يكون العنوان مضحكا وغريبا وكأنه تناول لمسألة عبثية غير واقعية وخاصة أنها صادرة من دول نامية ولكن =

2 ولكن تزول الغرابة عندما يعلم المرء أن ماليزيا قد أقامت مؤتمرا فقهيا لبحث المسألة نظرا لتقرر سفر بعض مواطنيها إلى الفضاء الخارجي =

3 بحثت في المؤتمر مسألة الصوم و الصلاة في الفضاء ، ولا عيب في ذلك بل العيب أن لا تكون هناك مؤتمرات مماثلة لبحث جوانب التقدم المختلفة

4 ومثل هذا الانتقاد كان هو أكبر ما وجه إلى المنتدى.متى يهتم العالم الإسلامي بجانب التقدم كما يهتم بجانب الدين وخاصة أن تراثه كان كذلك؟! اهـ




لمن يريد الإيجاز :

- الصوم في الطائرة :

يبدأ صومه مع ظهور الشمس وينتهي مع اختفاءها ، لا عبرة بتوقيت البلدان التي تمر فوقها الطائرة 
فيكون صومه طويل الوقت إن كان يطير باتجاه الغرب ويكون قصيرا إن كان يطير باتجاه الشرق

- الصوم في الأبراج العالية والجبال :

يراعي فارق التوقيت عن ما هو أسفل لأنه كلما ارتفع الإنسان عن سطح الأرض أمكنه مشاهدة الشمس وبالتالي تأثر توقيت الإمساك والإفطار ( برج خليفة مثلا )

- الصوم في البلاد طويلة النهار أو القصيرة النهار أو غير واضحة الشروق والغروب  :

برجاء قراءة التفصيل ..


المهم أي إنسان يصوم بالفضاء فلا يحرمنا من دعواته ، وليأخذنا معه في المرة القادمة ، ولا يهونون أهل الغواصة :)
على طاري الموضوع : مؤسف أن تكلف الأمة ببحث مسألة الصوم والصلاة في الفضاء الخارجي وهي لا قدرة لديها على صنع طائرة !

لمن يريد التفصيل :

# تأثرالزمن في الصيام :

ما سبق الحديث عنه من زمن الصيام يمكن تسميته أنه زمن الحالات العادية أو الظروف الطبيعية تجاوزا ، فعند النظر في بعض حالات الصوم  فإن الزمن له تميز فيها ومغايرة عن الحالات الطبيعية ، يمكن أن ترجع كافة الحالات الطارئة لتغير الزمن إليها وهي :
1- الاختلال في العلامات الفلكية التي رتب عليها زمن الصوم أو فقدانها .
2- عروض تغير للمكان وقت الصوم ، كالانخفاض أو الارتفاع المؤثر ، وكالحركة المؤثرة اتجاه الشرق أو الغرب .

ومثل هذه المباحث محلها في مواقيت الصلاة والصوم تابع لها ، ولكن لا مانع من الإشارة إلى بعض منها بإيجاز للتنبيه على بعض أحكام الزمن في الصوم ، من ذلك  :

- الصوم في المناطق القطبية وما قاربها " الدول القريبة منها " :

تدور الأرض في حركة دائمة حول خط وهمي يسمى المحور، ويمر المحور بمركز الأرض وينتهي عند كل من القطبين. والطرف الشمالي للمحور هو القطب الشمالي، ويقع على بعد 90 درجة شمال خط الاستواء ، وطرفه الجنوبي هو القطب الجنوبي ويقع على بعد 90 درجة جنوب خط الاستواء .
ويبدأ الاختلال في النهار والليل كلما زاد القرب من أحد القطبين ، يبدأ ذلك من خطي عرض 49 شمالا وجنوبا إلى خطي عرض 66,5 شمالا وجنوبا وفي هذه المناطق يزداد طول الليل والنهار في عدد أيام من السنة ليأخذ أكثر ساعات اليوم مما يؤدي إلى طول النهار وقصر الليل أو العكس وفي بعض المناطق يتصل الشفقان – شفق الغروب والشروق - مما يؤدي إلى انعدام جوف الليل .
وابتداء من خط عرض 66,5 شمالا وجنوبا إلى خط عرض 90 شمالا و جنوبا يطول النهار ليصل إلى أربع وعشرين ساعة ثم إلى شهر ، فشهرين إلى ستة أشهر ، وينعدم الليل ، وبعدها يطول الليل وينعدم النهار فالسنة كيوم واحد ، ستة أشهر ليل لا شمس فيه ، وستة أشهر نهار لا ليل فيه[1].

فالليل والنهار يختل في المناطق القطبية وما قاربها وهذا الاختلال له حالات ثلاث[2]:

الحالة الأولى : غياب وقت العشاء بأن لا يغيب الشفق :
في هذه الحالة فإن النهار متمايز بعلاماته عن الليل ولكن الإشكالية فيها هي كون الليل شبه معدوم بحيث أنه بمجرد غروب الشمس فإن الإنسان لا يمكن أن يقيم صلبه بالطعام والشراب إلا وقد طلع عليه الفجر ، فهنا اتجاهات محتملة منها ما يذهب إلى إعمال الأصل وهو الصوم إن قدر عليه ووقته العلامات الفلكية المحددة له ويقضى الصوم في زمن آخر إن عجز عنه ، واتجاه آخر يذهب إلى التقدير بأقرب بلاد معتدلة النهار ويكون الفطر أو الإمساك بناء على هذا التقدير ولو تعارض مع وجود العلامات الفلكية كالإفطار قبل الغروب بناء على كون هذه الحالة حالة ضرورة واستثناء كما هو حال الصوم في البلدان التي يستغرق فيها الليل أو النهار اليوم بأكمله فإنه لا يلتزم بالعلامات الفلكية فيها .

الحالة الثانية : شمول الليل أو النهار لأكثر أجزاء اليوم إلا أنه يبقى متمايزا :
في هذه الحالة فإن الأصل العام أن يلتزم الصائم بالعلامات الفلكية ما دامت متمايزة سواء طال النهار أم قصر لعموم شريعة الإسلام لكافة الناس ، فإن كان النهار طويلا بحيث يكون معه العجز عن الصيام بدليل الأمارات أو التجربة أو إخبار من مختص فهنا يكون الفطر مستحقا ويقضى الصوم في زمن آخر .

الحالة الثالثة : امتداد الليل أو النهار أربعا وعشرين ساعة فأكثر :
في هذه الحالة فإن على أهل البلاد أن يقدروا زمنا لصومهم وإمساكهم وفطرهم ، وللمعاصرين في هذا اتجاهان هما : التقدير بوقت أقرب البلاد إليهم ، أو التقدير بوقت أهل مكة ، ومأخذ هذين القولين يتساوى من حيث الوجاهة فيخير أهل البلاد بينهما مراعين للأصلح لظروفهم .

- الصوم في الطائرة والأبراج العالية وما يأخذ حكمهما :

الصوم في الطائرة أو أية وسيلة نقلة مشابهة أو الانتقال من مكان منخفض إلى مكان مرتفع كما هو الحال مع الأبراج السكنية عالية الارتفاع ونحوها قد يخرج عن حالته الطبيعية المعتادة في المكان الثابت ، فهو يتأثر بعامل الارتفاع أو الانخفاض أو الانتقال وفق حركة الشمس إلى المغرب أو عكسها إلى المشرق ، وذلك لأن الشرع علق وقت الصوم على أسباب هي طلوع الفجر الصادق للإمساك وغروب الشمس للإفطار ، وهذه العلامات تتأثر بما سبق .
فيبقى الإمساك و الإفطار متعلقين بسببهما ، فيكون الإمساك والإفطار فيما سبق من الحالات مراعيا للسبب الشرعي ، ويؤخذ بعين الاعتبار أنه عند الارتفاع فإن طلوع الفجر يتقدم وقته أكثر من الانخفاض ، وكذلك غروب الشمس فإنه يتأخر وقته عند الارتفاع ويقصر عند الانخفاض ، وأيضا فإن الصيام مع الانتقال من الغرب إلى الشرق يجعل النهار قصيرا لما يحصل من تعجيل للغروب وفي عكس ذلك فإن النهار يطول لمجاراة الشمس في المسير إلى الغرب[3].

- الصوم في الغواصة :

ركوب الغواصات شبيه بالوجود بالمناطق القطبية في عدم رؤية العلامات الشرعية وذلك لكونهم في أعماق البحر وظلمته ، ولكنه لا يلحقه فهو أقرب لمسألة السجين الذي لا يرى العلامات الزمنية الشرعية للعبادات كالصلاة والصيام فليزمه الاجتهاد ، فيصوم راكب الغواصة ويفطر تبعا للمكان الذي هو فيه ، فيلزمه في هذه الحال تحصيل مواعيد الفجر والغروب الخاصة بالمكان الذي هو فيه بالطرق المتاحة له كبرامج مواقيت الصلاة أو الإخبار عن طريق الاتصال بمن يمكنه تبين الوقت المراد اللازم له[4].
وبحسب البحث فإنه لم يظهر أن هناك من تناول اعتبار هذا النوع من الانخفاض سببا لتقدم وقت الإفطار أو الإمساك والظاهر أنه مستحق للاعتبار به كما اعتبر الارتفاع فالمنطق العلمي المعتبر للارتفاع مؤثرا هو عينه الذي يلزم اعتبار تأثير الانخفاض ، والله أعلى وأعلم .

- الصوم في الفضاء الخارجي : 

وهذا بالنسبة لمستقلي المركبات الفضائية ومثلها من يكون على كوكب غير الأرض ، والحكم في هذه المسألة تبع لحكم الصلاة بالنسبة لرائد الفضاء ، فإنه يتبع في مواقيت الصلاة مواقيت البلد الذي خرج منه وكذلك الحكم بالنسبة للصوم[5].


ودمتم منمنمين إيمانا وطاعة 
محمد الفودري



[1] الموسوعة العربية العالمية  ، الفلك العملي ص 102 وما بعدها .
[2] انظر : المشكلات الفقهية في المناطق القطبية لعلي القره داغي ، الفتاوى لمحمود شلتوت ص 144 ، الأحكام المتعلقة بالطيران و آثاره لفايز الفايز ص 137 ،  الأحكام الشرعية في الأسفار الجوية لسعيد الكملي ص 96 ، الصيام الواجب في الفقه الإسلامي لعبد الهادي زارع ص 101 .
[3] انظر : الأحكام الشرعية في الأسفار الجوية لسعيد الكملي ص 93 ، الأحكام المتعلقة بالطيران وآثاره لفايز الفايز ص 209 .
[4] مواقيت العبادات الزمانية والمكانية لنزار محمود ص 324 و 633 ، ، الصيام الواجب في الفقه الإسلامي لعبد الهادي زارع ص 101
[5]  مواقيت العبادات الزمانية والمكانية لنزار محمود ص 632 .

هناك تعليق واحد: