الجمعة، 9 مارس 2012

هل يحاسبون على ترك الدين والعبادة أم على ترك الدين فقط ؟؟

هل الكافر مخاطب بفروع الشريعة ؟ هل سوف يسأل يوم القيامة عن فروع الشريعة كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات ؟ 
وما الأدلة على ذلك ؟


الإجابة : ( باختصار )



بحسب نصوص القرآن الكريم فإن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة و محاسبون عليها يوم القيامة .



التفصيل :

لا خلاف في مسألة مخاطبة الكفار بأصول الشريعة كالتوحيد و الإيمان بالرسل ونحو ذلك

و إنما الخلاف هو مسألة مخاطبتهم بفروع الشريعة كالصلاة و الزكاة و نحو ذلك

والذي يظهر أن الكفار هم مخاطبون بفروع الشريعة كما أنهم مخاطبون بأصلها ( كما هو مذهب الجمهور ) مع عدم صحة الفرع منهم إلا بشروطه و أهم شروط قبول الفروع هو الإسلام
( مع الانتباه لما يكون من خلاف لفظي بين الجمهور في التفرقة بين المحاسبة و المخاطبة بالنهاية الكل متفق و لكن من باب الدقة يناقشون مسألة الخطاب المباشر و الغير مباشر )

و استدل الجمهور على صحة مذهبهم بما يلي من القرآن الكريم :

- ( ما سلككم في سقر ،قالوا لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين ، حتى أتانا اليقين )

فلو لم يكونوا مخاطبين بفروع الشريعة لم يحاسبوا عليها ، و النص على أن من أسباب دخولهم النار ترك هذه الفروع من صلاة وإطعام المسكين دليل صريح على أنهم مخاطبون بها و محاسبون على تركها

ومثل ما سبق التوعد للمشركين بالويل لأنهم تركوا بعض الفروع ، كما في قوله تعالى : ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة )


ومن طرائف الاستدلالات في هذه المسألة الاستدلال بقوله تعالى : ( وطعامكم حل لهم )

وهاهم الأنبياء - و الآيات كثيرة - كانوا يعيبون على المشركين كفرهم و أيضا معاصيهم في نفس الوقت ...

وغير ذلك 



والأمر لله أولا وأخيرا ، ولا يحل لأحد أن يتآلى على الله ويشهد على الأشخاص بأعيانهم بأنهم في الجنة أو في النار ولتكن محاسبة الخلق للخالق ، فالله تعالى هو القائل ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )وهم أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين فيعلم فعلا من بلغته الحجة واستوعبها ومن لم تبلغه وهذا أمر غيبي لا يعلمه إلا هو وتقديره إليه ..


هذا و الله أعلى وأعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق