الجمعة، 9 مارس 2012

ما هو معنى الوسيلة ؟ وهل تفيد ال الاستغراق أم العهد ؟

س : قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) الآية
1- ما معنى وسيلة ؟
2- هل الوسيلة المقصودة مطلقة أم مقيدة ؟ وما الدليل الشرعي على ذلك
3- كيف نفرق من ناحية الأصول على كون الألف واللام تفيد الإستغراق أحيانا وتفيد التخصيص أحيانا أخرى ؟


الإجابة : ( الزبدة )

1- الوسيلة هي القربة وهي الطريق الموصلة إلى الله تعالى ، ولا طريق موصلة إليه عز وجل إلا الطريق التي يحبها الله ويرضى عنها ، وتكون بطاعته وترك معصيته ، ومعنى ( ابتغوا إليه الوسيلة ) أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ... وروي عن ابن عباس أنه فسرها بالحاجة فعلى هذا يكون المعنى : اطلبوا حاجاتكم من الله ..

2- بما أنه تقدم أن الوسيلة هي القربة فهي مقيدة حتما ، وقد تقدم أن الأصل في القرب و العبادات الحظر حتى يأتي الدليل على الجواز وهذا يقتضي التقييد لا الإطلاق ...

من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد 



3- موضوع لام التعريف :

الأصل في اللام أنها للتعريف : قال ابن مالك :

ال حرف تعريف أو اللام فقط :: فنمط عرفت قل فيه النمط

ولا خلاف أنها تكون للعهد إن كان هناك معهود كقولهم جمع الأمير الصاغة ،

والقول بأن لام التعريف أتت للعهد ، فمعنى ذلك أنها خاصة لم تعم ولم تستغرق ، فالمعهود مخصوص من عموم ...

أما إن إلم تكن للعهد فجمهور الأصوليين على أنها للاستغراق والعموم ( وكل استغراق أو عموم بحسبه ) وهو الراجح الموافق لما عليه أرباب اللغة وعلى رأسهم صاحب الكتاب وخاصة الصحابة ( وقول الصحابي في اللغة حجة أقوى من شاعر مجهول )

ولأن اللام إن لم تفد العهد فهي تفيد العموم حتما وخاصة مع الاقتران باسم جنس ، لأنها إلم تدل عليه كانت زائدة لا معنى لدخولها ولا تفيد شيئا جديدا بدخولها

وهناك من يقول بالتوقف لأنها تكون محتملة للعهد أو الاستغراق فتكون مجملة فلا يصار إليها إلا بقرائن أخرى ، واستدلوا ببعض الصور الخارجة عن الأصل ...


فخلاصة التفريق هو إن كان ثمة معهود تدل عليه اللام فهي دالة على التخصيص وإلا فالأصل أنها دالة على العموم

هذا والله أعلى وأعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق