السبت، 14 أبريل 2012

هل هناك حاجة لكتب متشابهات ألفاظ القرآن ؟؟ وهل هي ضارة للحافظ أم نافعة له ؟


هل هناك حاجة لكتب المتشابهات ؟!


كثيرا ما يتبادر إلى أذهان السائرين في طريق حفظ القرآن موضوع الآيات المتشابهة و الألفاة المتقاربة في سور القرآن الكريم

و هناك ظن منتشر أن النظر في كتب المتشابهات هو الحل للحفظ الأمثل و هو العصا السحرية للوصول إلى إتقان القرآن الكريم

و الغريب ما يشاهد من حرص الغير خاتمين و الذين لم يتموا حفظ القرآن على مثل هذه الأمور و كأن فيه دواء عجيبا

كرأي شخصي في مثل هذا الموضوع

فنصيحتي لك ألا تشتري شيئا عن المتشابهات إن كنت تقصد تمييزها

التشابه في الأذهان يختلف من إنسان إلى آخر ، و لست ملزما بما هو متشابه في ذهن الآخرين

الطريقة المثلى في التعامل مع المتشابهات هي كالتالي :

لا تسأل عن أي متشابه إلا الذي تخطئ أنت به ، هذه أهم قاعدة في التعامل مع المتشابهات

فإذا أخطأت في آية و العلة هي التشابه فابحث عن التشابه بنفسك و ميزه و فرق بينه بنفسك إن استطعت و إلا فاستعن بمحفظك أو شيخك

المتشابهات التي تكون في المقاطع الطويلة أو معظم السور كتشابه الأعراف مع هود مثلا

يفضل أن تسمع كل مقطع بتلاوة قارئ مختلف حتى تتذكر في كل مقطع القارئ الذي سمعته و لا يذهب ذهنك إلى الآخر

و أكرر لك النصيحة

اعرف المتشابه بنفسك و ميزه بنفسك و إن كان لديك محفظ ممتاز يراجع لك حفظك فهو خير على خير و لا يعلمك المتشابه إلا إن أخطأت أنت به

لا أعرف من المتقنين أحدا كان يعتمد على كتب المتشابهات و الطريقة السابقة هي الأفضل و إن طالعت كتب المتشابهات يتبين لك مراد النصيحة

في نقاش حول هذا الموضوع ذكرت إحداهن :

ولكني بعد هذا لما رأيت الكثيرين يسعون لكتب المتشابهات قلت لعل فيها خيرا كثيرا هم اكتشفوه وفاتني، لذا فقد بحثت عنها .... ولا أعتقد أني تركت في النت كتابا منهم لم اقتنيه إلا ما قد يكون غاب عني سهوا حرصا على الفائدة القصوى ،ونشرتهم في الرابط السابق ذكره لمَن يفضل هذه الطريقة ويجد فيها فائدة ، وأرفقت معها متشابهات كثيرة جدا لخصتها وكان قد وضعها الاخوة في موضوع طويل جدا لا أذكر رابطه وفيه تجاربهم الشخصية ، حتى تكتمل الفائدة في رابط واحد والله أعلم.
ولكني لما فتحت أول واحد منهم :وجدت أن أغلب ما فيه من متشابهات لا تعنيني ولم تمثل لي معضلة على الإطلاق في اي فترة من فترات الحفظ أو المراجعة، بل لاحظت أنها قد تحدث تشويش في ذهني والله أعلم. أهـ

كان ردي على المداخلة القيمة
لمثل هذا أنهى عن كتب المتشابهات
بنظري أن نفعها محدود جدا جدا مقارنة مع التشويش الذي تحدثه فتركها خير
فنصيحة للجميع لا تبحث عن المتشابهات إلا إن تعثرت بها فقط

و للأمانة فإن الشيخ الحافظ المتقن يغنيك تماما عن مثل هذه الكتب التي ربما ضرها أكبر من نفعها و التي توشوش حفظك أكثر مما تثبته لأنها تنبهك إلى ما أنت في غنى عنه

فخلاصة الموضوع هي :
1- كتب المتشابهات ضرها أكبر من نفعها و هذا مشاهد و عن تجربة و لا ينكر أن بها بعض الفوائد
فإن كان و لا بد فلتكن الكتب التي توجه المتشابهات و التي تتناول ما لا يسلم منه غالب الحفاظ دون التي تتناول جميع المتشابهات فهذه سلبياتها كثيرة . إذن فهي أنواع فاختر أصدقها و أضبطها و لا تأخذ التي تجمع الأخضر و اليابس .

مثال على متشابهات لا يضر التعرف عليها :

أ- الآيات المتكررة بنفس اللفظ تماما دون زيادة أو نقصان ، ولها عدة شواهد منها : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ) تكررت مرتان في التوبة والتحريم بنفس اللفظ

وكذلك ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ) تكررت مرتان في آل عمران والنور بنفس اللفظ

ب- الآيات المتميزة المنفردة المخالفة لعادة صياغها مرة واحدة فقط : مثلا جميع الآيات ( ويل يومئذ للمكذبين ) إلا واحدة ما هي ؟ التي في الطور ( فويل يومئذ للمكذبين ) هي الوحيدة التي اقترنت بها الفاء .

وأيضا جميع الآيات جاءت ( تجري من تحتها الأنهار ) إلا واحدة ما هي ؟ التي في براءة ( تجري تحتها ) بدون من ...

وقس على ذلك 

ومثل معرفة هذين النوعين من المتشابهات يخدم الحافظ ولا يضره 


و أكرر فإن الشيخ المتقن يغنيك عنها ، فاتفق معه على أن يوجهك فيما تخطئ أنت به فقط .

2- التشابه في الأذهان يختلف من إنسان إلى آخر ، فلا تسأل عن أي متشابه إلا الذي تخطئ أنت به ، و لا تبحث عن المتشابهات إلا إن تعثرت بها فقط .

3- أن تجدها بنفسك و تميز بينها بنفسك أيضا هو أفضل طريق للتمكن منها و لا مانع من أن تميز بينها بطرقك الإبداعية ، و ذكرت مثالا أن تسمع كل مقطع و يرسخ بذهنك بصوت قارئ معين و تخصص لكل مقطع قارئا مغايرا فإذا ما كنت في السورة أو موضع التشابه فإن ذهنك سيلجأ إلى تذكر الصوت و هذه حيلة جيدة .


وجهة النظر باختصار هي : لا تبحث عن المتشابهات إلا التي تتعثر بها أنت بنفسك فقط ، أو تلك المتطابقة تماما أو المنفردة عن بقية عادة الصياغ .

و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا





تحياتي لجميع القراء
 محمد الفودري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق