الخميس، 14 مايو 2015

وبعد أن صرتُ مدربًا ...

#tot26 #ديكم #dacum 

ألزمتني نفسي بأن ترسم مشاعرها بالكلمات فما عادت تحتمل هذا الفيض من الجمال 

ماذا أقول عن دورة " إعداد مدرب " بل " إطلاق إنسان " التي تشرفت بأخذها عند " ديكم "

بداية

أعترف أني كنت أنظر لمهارة التدريب كمهنة عادية لا مزية فيها بل ظننت أني ذاهب لدورة سهلة كنزهة في الحديقة ليس فيها كبير تحدي ... 

لكن هيهات إذ الواقع أنك ستصارع لأجل الخلاص من جحيم ليس كالجحيم

ستصارع أعداء من خبايا  نفسك ، وإياك والاستهانة بأعداء استوطنتك سنين من حياتك دون شعور 

ستناضل لأجل التحرر من صندوقك الذي حبست  فيه نفسك بمعونة المحيط والمجتمع ، صندوق ليته كان من الفولاذ ، إذ صندوق الذهن والمشاعر والأفكار أصلب !

أنا لم أدخل دورة إعداد مدرب بل دخلت تحديا لتغيير الحياة ، دخلت معركة لتحطيم الإطار ، دخلت نزالا دمويا مع الأفكار ، وغزوة تاريخية لاستعادة البراءة وتحرير الطفل السجين داخلي 

بل لم أكن أعرف أن كل تلك الأشباح الشريرة كانت مقيمة داخلي حتى أجبرتني تلك الدورة بل تلك المغامرة الشرسة التي لن أنساها ما حييت على إعلان الحرب ضدها ، وهل ينسى الإنسان درسا أعاد ميلاده ؟!

كل جراح وضغوطات ومنازلات تلك الجبهات أوصلتني إلى تلك اللحظة التي كان يجب فيها أن أقرر : أكون أو لا أكون ! علمت أنه لا تراجع ، إذ هذه الحرب تقرر المصير ، فإما نصر يعيد كتابة تاريخك ، أو هزيمة تنسفه !

وبمجرد محاولة النهوض من عثرات الهجوم الكاسح الأول ، والاستعداد للتضحية بآخر ما تبقى من وقود الروح ، واتخاذ قرار المواجهة كقرار الشاعر الانتحاري :

فإما حياة تسر الصديق .. وإما ممات يُغيظ العدا

حينها بدأت تلك التجليات 

بدأ فيض النور يكافح ظلال الظلام ، وأشرقت الأرض بنور ربها ، وتساقطت بقية الأطر

خرجت من الضيق إلى السعة ، ومن التوتر إلى الثقة ، وتبدل الخوف أمنًا ... نعم ، كانت المغامرة هروبا إلى الحرية !

إن سمعتُ بكلمة مدرب اليوم فسيتبادر إلى ذهني أنه ذلك الإنسان الذي نجح في التفوق على ذاته محطما أغلاله .

فمن أعماق القلب شكرا ديكم 

شكرا د أحمد بو زبر المدرب القائد
وشكرا من كل القلب على حزمك الذي أثمر النتيجة 

شكرا د صالح البارود المرعب :)
وشكرا على روحك المرحة الرشيقة العظيمة وخبراتك في مساعدة الناس لتحطيم الأُطر 

شكرا د عبد الله الفيلجاوي أستاذ الإبداع
وعلى عطاءك الذي لا أزلت أستفيد منه منذ الصغر وعلى ترشيحك لي هذه المغامرة

شكرا للمدربة ذات الكاريزما أستاذة ندى ، والمدربة المتفننة أستاذة ألهام الدوسري ولابنها المتميز مبارك :) ، وللأستاذ بندر الحسيني القريب من الروح ، والأستاذ المشاكس أحمد العجمي :) ، والأستاذة حنان المنقذة وقت الورطة ، وللقائد في الظل محمد بو زبر ، والعزيز عبدالوهاب الكندري ، وبقية الطاقكم الكريم

أما عن فرسان وفارسات دفعة 26 فماذا أقول وماذا أدع ، لقد عجزت كلمات المعاجم والقواميس أن توفيكم معشار حقكم 

في ديكم لم أتعلم التدريب فقط بل تشرفت بمزاملة العظماء بمعنى الكلمة 

عظماء عشت معهم لحظات انهيار الجدار والأطر لتشرق بعدها شموسهم ، ساروا في نفس الدرب وعانوا نفس الحرب ، وكلهم أعلن ميلاده من جديد " مدرب ولد في دورة ديكم 26 " !
لم أصدق أن بيئة تفيض دعما ونبلا وإيجابية مثلها موجودة ، لو أبصرتهم يا أفلاطون لأدركت أن حلمك بالمدينة الفاضلة صار حقيقة ! لم أشأ أن أغادر مثل تلك البيئة  الأندر من النادرة حتى آخر لحظة لكن لا زلت جبانا عن تحمل أثقالك يا لحظات النهاية !

انتهت الدورة المحرقة في بدايتها ، المشرقة في نهايتها وكأنها حلم جميل ...

وشكرا ثم شكرا ثم شكرا لتلك التي رعت وتحملت وسدت أثناء الغياب ، برغم الدموع ورغم الجراح ورغم المشاغل ، فلولاها لما كنتُ 

ختاما نسيت أن أشكر المرحومة سمنتي فقد أدركت قيمة تحويل مصائب الأمس لنجاحات في ديكم :) 

والداي العظيمان العزيزان الرائعان ، وأسرتي العزيزة الرائعة ، أهدي لكم هذه الشهادة

ودمتم بصحة ورشاقة :)
أخوكم المدرب / محمد جاسم الفودري ^__^

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق