الجمعة، 27 يونيو 2014

الطعام جريمتي ! تفاهة وبدعة عقوبة المجاهرة بالإفطار




عقوبة المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان ، هل نص عليها وحي منزل ؟ أم هي فذلكة بشرية ؟ عاش النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مع فئات ليست ملزمة بالصوم ولم يصدر مثل هذه العقوبة السخيفة أبدا !


غير المسلمين وأصحاب الأعذار من النساء وكبار السن و المرضى والمسافرين بعضهم يحق لهم الفطر شرعا أو لا يلزمهم الصوم أصلا ، بأي أساس نجرم إظهار فعلهم الفطري ؟ هل خوفا على نفسية الصائم أن تنجرح ؟ هل هذا مراد الله من الصوم ؟ أن يمتنع الإنسان عن الطعام ويمنع غيره تعسفا من حق أًصيل فطري له خوفا على نفسه من اشتهاء الطعام ؟ أي نفسية هذه ؟!
ولا داعي للتذكير بأن جو الكويت الصيفي هو محل حسد العذال وفخر الشعراء ، ومع ذلك نمنع شخصا أنهكه الطقس البديع أن ينال شربة ماء مباشرة إلا إن استخفى حيث لا تراه العيون !


فرق بين نسبة عقوبة المجاهرة بالفطر إلى الدين -البريء من تشريع هذه العقوبة- وبين نسبتها إلى ذوق عام قابل للأخذ والرد، فإن كانت القضية أخلاقية فمنذ متى تفرض الأخلاق والفضائل ؟ - إلا إن نوينا قتلها بالإجبار - وإن كان هناك مجاهرون بالفطر يتعمدون بوقاحة استفزاز مشاعر الصائم فهنا الاختبار الفعلي لمدى رقي نفس الصائم الذي يتنازل إيمانا وطواعية لله عن بعض حقوقه باختياره فهل يكرم نفسه ويزكيها بأن يضيف إلى امتناعه عن الطعام والشرب والجماع رصيدا من الحلم والعفو و الترفع والسمو ؟

ثم إن الشريعة تنص على ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) فلماذا نحمل المجاهرين بالفطر الذين لا يقصدون استفزازا ذنب بعض الصعاليك الذين هم قلة في العادة ونحرمهم من حرية أصيلة فطرية لهم ؟!


قبل المشية :

لست من أنصار مفهوم البدعة بمعناها المؤدلج ... لكن مستحيل 100% أن يثبت أحد أن معاقبة المجاهر بالفطر هي أمر ثابت بنص شرعي ، فمنا إلى قامعي بدع القرقيعان وتهنئات الجمعة والعيد وإخراج زكاة الفطر نقدا لأجل اتخاذ اللازم ، أم أن القضية مزاجية ؟!

ودمتم بخير ومبارك عليكم الشهر جميعا
محمد الفودري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق