الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

هل استفدنا من ثورة الحسين ؟




لا شك أن ثورة الحسين ( عليه السلام ورضي الله عنه ) ثورة مستحقة ضد الظلم والاستبداد ومثال رائع للتمسك بالحق والمبدأ مهما كانت الظروف ، ولكن عند النظر في أحوال بعض مدعي محبة الحسين لا تظهر أي استفادة من دروس وعبر هذا الدرس التاريخي الخالد بجلاء ... إلا القليل النادر !!

تجد بعض من يدعي حب الحسين وهو من أكابر المسفهين لثورته ولمن انتهجها ، بل ومن الممجدين لظلمته والمشوهين لقصته ، فيظهرون للناس حب الحسين وفي خاصة رأيهم أنه ليس سوى مخطئ خرج عن ولي الأمر الذي طاعته هي أهم أركان الإسلام إن لم تكن الإسلام عينه عندهم ! بل كم تاجروا بتشويه هذه القضية !

وتجد بعض من يدعي حب الحسين ولم يفقه روح ثورته أنها كانت ثورة ضد الظلم والاستبداد ، فجعلها مجرد شعار يردده ليلا ونهارا ، لكن واقعه أنه في خنادق المستبدين لا يعرف نصرة الشعوب أبدا إلا حيثما تدور مصلحته ، الدماء عنده رخيصة لا قيمة لها ويصفق بتقليد أعمى لجلادهم بدلا من أن ينتصر لهم ولو بكلمة أو مجرد تعاطف قلبي !! وكم تاجروا بادعاء محبته !

من المؤسف أن تكون قصة استشهاد الحسين ( عليه السلام ورضي الله عنه ) في واقعنا سببا للاختلاف لا للائتلاف ، ورغم كونها من الماضي فإن حاضرنا لا يزال تحت تأثيرها ، وليس هذا لعيب فيها أبدا ، ولكنه بسبب كيفية النظرة لها وفهمها وردة الفعل اتجاهها ورفض النظرة الشمولية لها إلا من خلال بعض الصناديق التراثية التي بالاصرار على مساوئها وعدم الاعتراف بخللها في حاضرنا فإن مستقبلنا سيكون كما هو اليوم تماما !

وبعيدا عن التشاؤم والانتقاد فإن فجر الأمل يلوح بالأفق ، فلا تخفى أنه بدأت ظاهرة مشرقة هي أشبه بالطريق الثالث بين التيارين السابقين ، يتألف أصحابه من طوائف مختلفة لكن جمع بينهم في هذه القضية الإنصاف والتحقيق العلمي والتجرد للحقيقة والمنطق ولو على حساب الانتماء ، بمثل هذا الاتجاه تكافح الطائفية وتفهم ثورة الحسين حق الفهم ويحصل التقارب الواعي المبني على العلم و الاحترام و الذي يسمح في الوقت نفسه بمساحة من الاختلاف ، وتجد أصحاب هذا الطريق ضد الظلم مهما كان لونه أو مصدره ، ومن الساعين لحريات الشعوب ، إن كان ثمة من يستحق لقب محبة الحسين فهم هؤلاء دون غيرهم !

خاتمة :

في ظل ظروف أوضاع شعبها البائس تقوم بالبذخ الشديد على ضريح الحسين وهو أمر لو سلم بقبوله دينا وإنسانية فهو من أترف الترفيات ، وما أصدق تعبير شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال :

أحياؤنا لا يُرزقون بدرهمٍ :: وبألف ألف تُرزق الأمواتُ !!

منْ لي بحظِّ النائمين بِحُفرة ::  قامَتْ على أَحْجارِها الصَّلواتُ !!


لو أدرك سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لثار عليه !  والحالة السابقة نموذج واحد فقط  يجعل التساءل يتكرر مجددا : هل فعلا استفدنا من ثورة الحسين وفقهنا روحها ؟!

تساؤل عميق :

ماذا لو كانت ثورة الحسين ناجحة ؟ هل سيكون واقعنا السياسي وفهمنا للدين كما هو اليوم ؟

دعوة لسبر ومراجعة ردود الأفعال التي لا زال تأثيرها قائما !!



ودمتم موفقين 

محمد الفودري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق