س : قال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الآية
( وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ) هل هناك شرك أنزل الله به سلطانا وآخر لم ينزل به سلطانا ؟
وإذا كان فما هو ؟
الإجابة :
أولا تفسير الجملة موضع السؤال في الآية :
قوله تعالى :
- ( و ) : الواو للعطف على ما قبلها ، أي و من ضمن ما حرمه الله عليكم ...
- ( أن تشركوا بالله ) : أن مصدرية ، وتقدير الجملة : ( وشرككم بالله )
- ( ما لم ينزل به سلطانا ) : " ما " نكرة موصولة وتقدير الجملة : الذي لم ينزل به ، سلطانا : أي برهانا وحجة ودليلا ، وتكون الجملة بعد التفسير وإثبات ما حذف كالتالي : ما لم ينزل بشركه - أو عبادته - دليلا أو حجة :
المعنى الإجمالي للجملة القرآنية السابقة هو : ومن ضمن ما حرم ربي عليكم شرككم بالله شركا لم ينزل به حجة وليس عليه برهان ...
س هل هناك شرك أنزل الله به سلطانا وآخر لم ينزل به سلطانا ؟ وإذا كان فما هو ؟
لا ، لا يوجد أي شرك أنزل الله به سلطانا ، ومفهوم المخالفة هنا غير معتبر لأنه يعود على أصله بالبطلان .
وذكره تعالى عدم إنزال السلطان مع إستحالة تحققه أو وجوده أصلا هو من باب إنتفاء المقيد لإنتفاء قيده اللازم ، يعني لا يوجد سلطان حتى ينزله الله تعالى أصلا ...
وهذا أسلوب يدل على كمال النفي في اللغة العربية ، وهذا كقول العرب أرض لا يدخل الضب بها جحره ، أي أنه لا وجود لضب أصلا لأنه لا وجود لضب في أرض بلا جحر
للفائدة :
هذه الآية دالة على فساد التقليد ، وذلك لأن الآية دالة على أن الشرك لا دليل عليه ، فوجب أن يكون القول به باطلا ، وهذا إنما يصح إذا كان القول باثبات ما لا دليل على ثبوته يكون باطلا ، فيلزم فساد القول بالتقليد .
التفسير الكبير للرازي (9/28)
والله أعلى وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق