الثلاثاء، 11 يونيو 2013

الحريات في الإسلام أعظم مما شوهوه ... عرض لكتاب حرية الاعتقاد في القرآن الكريم والسنة النبوية للأستاذ حسن فرحان المالكي

انظر أيضا : مهزلة قتل غيلان وعدالة الأوزاعي في الميزان 





كلما ازددت بحثا - على قلته - في علم الحديث ومسائله كلما زاد يأسي وإحباطي من وجود أخطاء وزلات منهجية كبيرة لا تغتفر تصادم العقل والفطر والمناهج العلمية القويمة ، بل لا أبالغ أن الطائفية واحتكار الحقيقة وتجاهل المخالفين صار سمة بارزة لا تنكر في هذا العلم الذي يفترض أن يتناول بجلالة ومسؤولية أكبر من الوضع القديم والحالي .

ورغم اليأس والإحباط فبصراحة هناك أطروحات حديثية من يراها يجد أملا ، فحيث أن التراث الروائي له سيطرة كبيرة على عقول كثير من المسلمين ولن تتحقق أي نهضة وأي فهم جميل للإسلام متوافق مع القرآن إلا بمناهج تتناول هذا التراث بصرامة لا تعرف المجاملة أبدا ، والشهادة لله أجد الباحث حسن فرحان المالكي ممن يعيدون الأمل .

أكثر من ينتقد التراث الروائي يتوقف عند النقد فقط ولا يقدم مشروعا بديلا ، ولكن ميزة الأستاذ حسن المالكي أنه يقدم هذا المشروع البديل بتعمق ، فهو ابن هذا العلم ومن المتبحرين فيه لمن قرأ كتاباته ، وهنا عرض لكتابه الذي تضمن تقديم المشروع البديل لأفكار قمع المخالف وكبت الحريات التي أصل لها التراث مع نقدها .

باختصار الحريات في ديننا أعظم مما نتصور وليس هذا جزافا بل انطلاقا من القرآن وتنفيذ النبي صلى الله عليه وسلم له من خلال نموذج دولته المدنية العظيمة التي لن يدركها أنصار الدولة الدينية أبدا ولن يدركها أبدا من جعل التراث حائلا بينه وبين الوحي .

# ملخص محتوى الكتاب :

قدّم رأيه ببطلان "حد" الرّدة في الإسلام على أحسن مايكون. فابتدأ كما يبتدئ العالم العارف بتقديم الأدلة بالآيات من القرآن، ثم الأحاديث الصحيحة الصريحة من السنة النبوية المطهّرة. وبين هذا وذاك نقد توضيحي لأدلة المخالفين القائلين بثبوت حد الرّدة، وقد ردّ على أدلتهم خير الرد.
ثم أبحر كذلك في نقد الآراء الفقهية المتقدمة والمتأخرة في الموضوع. كما يحتوي هذا البحث أو هذا الكتاب على حواشي قيّمة -على قلتها-. ( نقلا من Goodreads(

# تشويقات :

- الدين لله والوطن للجميع ، هل فعلا أن القرآن قد صرح بما هو أجمل منها ؟

- هل فعلا كفلت دولة النبي صلى الله عليه وسلم للأقليات ولأصحاب التيارات المختلفة التبشير بدينها وأفكارها ؟

- من يقرأ الكتاب سيدرك لماذا القرآن أكثر جمالا وسماحة وأوسع أفقا من السنة ، عفوا بل الأدق " تراث الرواة " وكل الحشمة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام .

- ما قصة أحاديث قتل المرتد ؟ وما هو الخلل في أسانيدها ؟

# اقتباسات من الكتاب :

- " نحن ابتلينا بمجموعة من الفقهاء أزالوا هذه المحاسن من القرآن الكريم وادعوا أن كل آية فيها تسامح فهي منسوخة، - نسخ الله علومهم من الأرض – وبهذا قطعوا علينا التجديد في الدين، ذلك التجديد الذي لا يأتي بجديد إلا ما صرح به القرآن الكريم، ولكن فقهاءنا المستجيبين للضغوطات الدولية حالياً وجماعات حقوق الإنسان أصبحوا في ورطة عظيمة من تراثهم الذي ملأه فقهاء السلطة بالتعصب، فتجد فقهاء اليوم يفرحون إذا وجدوا قولاً لاحد العلماء السابقين فيه نوع من التسامح، ولكنهم لا يفرحون إذا وجدوا هذه الآيات الصريحة، وكأن القرآن الكريم أصبح أقل دلالة من قول مختلف فيه لابن تيمية، وهذا تحقيق لشكوى النبي عليه الصلاة والسلام من هجرنا للقرآن الكريم ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) وقد صدق فداه أبي وأمي، فما نراه اليوم يندى له الجبين في بحث علماء الوقت عن قول لهذا البغدادي أو هذا الدمشقي أو هذا البصري فيه تسامح مع الآخرين، بينما آيات الكتاب الكريم تجأر إلى الله من هجرها وإهانتها بدعوى النسخ والتخصيص والتقييد وسائر هذه المخازي التي أجهد فيها الفقهاء أنفسهم، ليبرروا للحاكم وللسلطة وللفقيه إجبار الناس على النفاق، لأن الله عز وجل الذي خلق النفس الإنسانية، قد جعل لها حرية الاختيار، فكان جهد السلطات والفقهاء، أن نقلوا المرتدين من درك أعلى إلى الدرك الأسفل من النار، ليس حفاظاً على الدين ولا على الناس وإنما على السلطة والمصالح الدنيوية التي أضاعت المعاني الحقيقة لديننا وأصبحنا وسط هذا العالم محل تندر، فلا دنيانا أقمنا ولا على ديننا حافظنا " .

- " ومعظم أهل الحديث المتحمسين لهذا الحديث "من بدل دينه فاقتلوه" إنما صححوه ليكون حجة لهم في قتل أهل البدع وليس في قتل المرتد حقيقة " .

- " حتى لو صح أن أبا بكر أو علياً قتلوا مرتدين – غير منشقين عسكرياً- فالقرآن الكريم والنبي (ص) فوق أبي بكر وعلي رضي الله عنهما، وفوق كل واقع سياسي " .

- " فالواقع يصحح ويقوّم بالشرع ولا يتبع الشرع الواقع حيثما توجه، وإلا فقدنا مركزية الكتاب والسنة " .

- " ونتيجة لهجرنا الموعود للقرآن الكريم، لم نعول على المصطلح القرآني، لأن القرآن لم يؤلفه أحد الفقهاء الكبار كأبي حنيفة والشافعي وأحمد ومالك! " .

- " الاستتابة كحد الردة صناعة فقهية بحتة، لا وجود لها في القرآن الكريم ولا السنة النبوية، إذ لم يستتب النبي (ص) أحداً، وليس في القرآن والسنة إلا الترغيب في التوبة دون إكراه " .

- " والفقهاء المتأخرون لا يدركون أثر السلطة والتاريخ على الفقه والعقائد، فهم يظنون أن الفقهاء لا يخضعون للسلطة وأنهم إنما يراقبون الله فيما يعتقدون ويكتبون ويفتون.. الخ، فالمشكلة تكمن في عقل الفقيه واستيعابه للآثار السياسية الأولى ثم الآثار المذهبية المستقرة في أذهان طلبة العلم عبر المدارس والكتب " .


- " والسلطة أكثر سطوعاً في العقول البسيطة المتدثرة بالورع، أكثر منها أثراً في عقول الأدباء والشعراء والأطباء..الخ، وهذا أيضاً لسبب ظاهر، وهو أن المشتغل بالشعر أو اللغة أو الطب أو الفلك أو غيرها من العلوم يجد ما يثير فكره ويوسع استيعابه للأمور، بينما الفقهاء حاربوا العقل وحذروا منه – لخصومة مذهبية مع المعتزلة- فأصبح الأمر القرآني بالتفكر وإعمال العقل ذنباً فكرياً عند المذاهب بعد أن كان أمراً شرعياً في القرآن الكريم " .