السبت، 26 مايو 2012

كما أن الغرب قد أخذ وأضر فإنه قد قدم ونفع ... عرض لكتاب الإسلام كبديل لمراد هوفمان



Picture of الإسلام كبديل




إن كانت كثير من أطروحات المسلمين نشأة متعصبة و متطرفة  وشخصانية وطائفية وقاصرة ولديها مشكلة مع العقل - أو لا تقل كثرة إن شئت وسمها ظاهرة تجاوزا  - فإنه يمكن القول أن ألئك القلة المثقفة الغربية قد تجاوزت ذلك وكادت أن تبلغ المثالية رغم تأخر إسلامها !


وليكن هذا الكتاب دليلا ...


من هو د مراد هوفمان ؟ 






ألماني مسلم حائز على الدكتوراه في مجال القانون من أمريكا ، وخبير نووي في حلف الشمال الأطلنطي ( الناتو ) وسفير سابق لألمانيا في الجزائر ثم المغرب .


له من الكتب بالإضافة إلى الحالي :


- يوميات ألماني مسلم .
- رحلتي إلى مكة .

لمحة موجزة عن الكتاب :


يتناول الكتاب العديد من القضايا الفكرية المختلفة بطرح معاصر فريد من نوعه ، وبالعرض التفصيلي يتضح الكتاب أكثر .


يتألف الكتاب من 21 فصلا في حدود 160 صفحة تقريبا ، ألفاظه سهلة وقضاياه هامة وشيقة .


الكتاب ينم عن اطلاع واسع وقراءة موسعة لمؤلفه مع عقلية فذة .


اقتباسات من الكتاب :


- " تقابل الدولة الإسلامية نفس المشكلة التي تقابلها كل الدول ، الخوف من استغلال الحكومة للسلطة فهي تحتاج من يراقبها ، لكن من سوف يراقب الحكومة ؟ لا بد من مؤسسات تقوم بذلك ولا بد أن يعمل العقل البشري ليجد نظاما يوفر ذلك " .


- " إذا كنا لا نلوم مفكري الغرب النقديين على انحطاط الثقافة الغربية ، فكيف نلوم الفلسفة الإسلامية على انحطاط العالم الإسلامي ؟ " .


- " كلمة الله أصبحت بشرا في المسيحية ، وكتابا في الإسلام " .


- " من أكثر ما يذهل المستشرق في القرآن تفصيله الدقيق لحماية الأقليات من أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي " .


- " لا يمكن أن تخلوا دولة من مذهب ، فحتى لو زعمنا بدولة لا مذهبية علمانية فهذا نفسه مذهب ! " .


- " فتح الأصوليون باب الاجتهاد ، لكن لم يجتز عتبته أحد ! " .


- " تحتاج كل ديانة أو مذهب أن تراجع تطورها وما أدخله الأتباع عليها في محاولة لإحياء أصولها الحقيقية " .


وهذا غيض من فيض :


العرض التفصيلي الموجز : ( ذكر الفصول مع تعليقات عشوائية على كل فصل )


- قدمت للكتاب الفيلسوفة الألمانية الأديبة أنا ماريا شمل ( أظن أن لها دواوين شعرية باللغة العربية )


- الفصل الأول : الإسلام والغرب :


- وفيه : موجز تاريخي عن العلاقة بين الإسلام والغرب وبيان لأهم أسباب تدهور العالم الإسلامي ، ومحاولات النهضة .


الفصل الثاني : الإيمان الكامل 


- بيان لمعنى الإيمان مع بعض المقارنات ، ذكر القرآن وأثره ومحاولات المستشرقين ونحوها .


الفصل الثالث : المسيحية والإسلام : 


طرح عميق موجز صدر عن مسيحي سابق ومسلم حاليا ... باختصار .


الفصل الرابع : الدين والمعرفة :


الفلسفة ، جهود علماء المسلمين ، ونقد الوضع الحالي للتعليم الإسلامي ، 


الفصل الخامس : التصوف :


الملفت في الموضوع هو اهتمام كثير من الغربيين - وخاصة الألمان بنظري - بشأن التصوف الإسلامي الذي تكاد إن ذكرته في العالم الإسلامي أن تتهم بالزندقة :) ( في الخيج بالأدق )


الفصل السادس : القدر في الإسلام :


الجبر أم الاختيار ؟؟
في هذا الفصل عرض جميل للمسألة  وإن كنت شخصيا قد أختلف معه ، ثم إن هذه المسألة مما تحتاج إلى توسع أكثر ، وأكرر هنا وأعيد أن أفضل مذهب إسلامي تناول مسألة القدر بنظري هو رأي تلك المدرسة العظيمة التي لا تزال تشوه سمعتها وقتل أصحابها ولم تأخذ حظها من الإنصاف والاعتبار وقراءة رأيها من كتبها لا كتب خصومها ، تلك هي مدرسة المعتزلة ، وللحديث بقية بإذن الله .


الفصل السابع : الأصولية :


قصة المصطلح وحكايته ، وعرض جميل منصف للأصوليين :) .( الأصولية بنظر الغربيين اتهام بالتشدد )


الفصل الثامن : التسامح أم العنف :


باختصار : " لا يستوعب الغرب مقولة الإسلام دين تسامح ، وهي صحيحة " كيف استدل المؤلف على ذلك ؟
نصيحة : أرجوا التمعن و النظر في كيفية تناول هذا الغربي الذي أسلم حديثا لمسألة حد الردة ... 


الفصل التاسع : جمهورية أم ملكية ؟ :


عرض لموضوع السنة و الشيعة ونظام الحكم في الإسلام .


الفصل العاشر : الدولة الإسلامية :


العنوان واضح :) والطرح رائع


الفصل الحادي عشر : اقتصاد السوق في الإسلام :


للمهتمين بالقضايا الاقتصادية والاقتصاد الإسلامي وتجربته


الفصل الثاني عشر : الإسلام و البيئة :


الفصل الثالث عشر : الفن ومنع التماثيل :


الفصلين السابقين عناوين نادرة جديرة بالاهتمام ، وتجدر النظرة في موقف الإسلام من الفن و ماهية الفن الإسلامي ( منمنمات :) )


الفصل الرابع عشر : الفقه الإسلامي :


الفصل الخامس عشر : حقوق الإنسان :


الفصل السادس عشر : المرأة في الإسلام :


الفصل السابع عشر : الشرق المحتجب :


الفصل الثامن عشر : القانون الجنائي أو رجم أميرة :


أرجوا التركيز في كيفية تناوله لحد الرجم .


الفصل التاسع عشر : الحرب المقدسة :


الفصل العشرون : القانون الدولي : 


الفصل الواحد والعشرون : عندما يصبح التحريف تقليدا :


محمد صلى الله عليه وسلم ، " لا توجد شخصية عظيمة أساء الغرب تقديرها مثل محمد " 
الواقع الغربي واستعراض لمأساة البوسنة و الهرسك ...


فصل مهم ونظرة من رجل من أهل السياسة ...


آمل أن يحوز الكتاب على إعجابكم 




بعد قراءة الكتاب لا أستغرب أن تكون النهضة الإسلامية غربية ...


كما أنه تحتمت قراءة كتاب الإسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بيجوفيتش ...




أتمنى لكم أوقاتا منمنمة بالسعادة 
محمد الفودري

السبت، 19 مايو 2012

لأجل الشريعة ... نعم لإلغاء كلية الشريعة

تحديثات : ( يرجى قراءتها قبل النظر في المقال )


1- سوء الظن و الطعن في النيات مرفوض والله أعلم بما النفوس وجميل أن تناقش الفكرة مع فهمها قبل مناقشتها دون شخصنة ، أليس هذا شأن العقلاء والمنصفين ؟


2- بحسب تتبع المناقشات فقد أقرت مجموعة بالضعف سواء على مستوى الكلية أو ضعفها عند مقارنتها مع الحقوق ، فإن لم يعتبر هذا الرأي ظاهرة فليعتبر وجهة نظر شخصية على الأقل ولينظر فيها ، والإنصاف من النفس ولو كان ضدها ويضرها أليس هو من الشريعة ؟
( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )


3- ما هي وجهة نظر المؤيدين للمساواة ؟ أترككم مع رأي الدكتور الموقر العزيز محمد المحمود وهو من الأساتذة الأفاضل الذين درسوا في الحقوق والشريعة من باب عرض الرأي الآخر وتفهمه :


 هل خريج الشريعة لا يصلح للعمل في المجال القانوني؟


4- المقالة لا تدعوا إلى الالغاء الكلي مطلقا ولا تمانع من بقاء الكلية لكن بشرط التطوير الجذري وإدخال المناهج الملائمة للوظائف التي يرشح لها الشرعي ، ولا داعي لتكرار المقالة ، لكن اقتضى التنويه نظرا لوجود نوع من سوء الفهم ...




المقالة :


هل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بتقسيماتها الحالية تصلح للبقاء والاستمرارية وإعطاء شهادتها قيمة عالية مساوية لتلك التي يحصلها خريجوا كلية الحقوق ؟؟ بل هل الدولة بحاجة إلى بقاء الكلية على ما هي عليه أم أن الأصلح لها (( تفكيكها )) وإعادة توزيع تخصصاتها على بقية الكليات ؟؟ 

لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت أربعة أقسام تخصصية هي :
1- الفقه وأصول الفقه .
2- الفقه المقارن و السياسة الشرعية .
3- التفسير والحديث .
4- العقيدة و الدعوة .

مجرد هذه التقسيمة محل نظر واستغراب بل قل من أسباب ضعف مخرجات كلية الشريعة والدراسات الإسلامية العلمية - وإن علت درجات خريجيها ونسبهم المرتفعة عن بقية الكليات !! - فطالب الشريعة يتخرج وهو لا يعرف كيف يحكم على الحديث بالصحة أو الضعف ولا كيفية معرفة طريقة سبر رواة الحديث إلا إن كان من قسم الحديث أو أكرمه الله بالتحصيل الخارجي ، ويتخرج وهو لا يعرف ما الأدلة الشرعية وكيفية الاستنباط منها والتعامل مع النصوص الشرعية إلا إن كان من قسم أصول الفقه أو أكرمه الله بالتحصيل الخارجي ، ويتخرج وهو لا يعرف كيف يقارن بين الآراء الفقهية ويدرك سبب خلافها إلا إن كان من قسم الفقه المقارن أو أكرمه الله بالتحصيل الخارجي ، ويتخرج وهو لا يعرف في الفلسفة الإسلامية ولا النظر العلمي المنصف إلى الآراء والمذاهب الإسلامية الاعتقادية ولا المنطق الحديث ولو كان متخصصا في قسم العقيدة  نفسه إلا إن أكرمه الله بالتحصيل الخارجي طبعا !! علما أن الكلية  تفتقر إلى مادة مخصصة لطرق البحث العلمي المنهجي !!

فيخرج الطالب بعلمية ضعيفة غير متكاملة غير قادر على البحث العلمي ، وبعدها يطالبون بمنح  شهادة الكلية قيمة مساوية لشهادة كلية الحقوق !! كلية الحقوق تلك التي يدرس أبناؤها من المناهج والكتب ما لا يقارن مع كلية الشريعة ، بل أين هي المواد القانونية الغزيرة في كلية الشريعة التي تجعل الطالب مساويا لعلمية خريج كلية الحقوق أصلا الذي درس أصول القانون ومبادئ الاقتصاد والالتزامات والمرافعات والقوانين التجارية والمدنية والجزائية وغيرها مما لم يعرفه طالب الشريعة !!

بل لنكن واقعيين أكثر وصريحين جدا : هل تعترف مؤسسات الدولة بالقيمة العلمية لشهادة كلية الشريعة ؟؟ يتقدم المتخرج من كلية الشريعة للعمل ، وبالتأكيد فإن التفكير المنطقي يقول بأن الوظيفة المناسبة له هي وظيفة إمام مسجد ، ولكن هاهي وزارة الأوقاف لا تعترف بقيمة هذه الشهادة بل تفرض اختبارا علميا يجب عليه اجتيازه قبل الموافقة على تعيينه وعقبة تسمى - لجنة اختيار الأئمة - ولتذهب درجته العلمية إلى الجحيم !! وتفرض عليه اختبارات أخرى إن رغب في التدريس في دور القرآن - لا أنصح بسماع أعداد الراسبين فيها - ولتذهب درجته العلمية إلى طريق بوحدرية !! لحظة .. لحظة .. ماذا تعلم خريج كلية الشريعة عن طرق التدريس وأساليب التعليم ومهاراته أصلا حتى يعلم غيره أم أنها ( على البركة ) كما تسير بلادي ؟؟ وهذا بدوره يفتح باب استفهام عن توظيف خريج كلية الشريعة في وزارة التربية أيضا !

الحل باختصار هو إلغاء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ككيان مستقل عن باقي الكليات في الجامعة مقابل أن توزع  أقسامها وتخصصاتها على بقية كليات الجامعة وأقسامها ، فيلحق الفقه الفقارن وأصول الفقه بكلية الحقوق ، ويلحق التفسير والقرآن الكريم بكلية الآداب - مع أن القرآن الكريم حقه التعميم على كل الكليات - ويلحق الحديث ودراسة الأسانيد بقسم التاريخ ، وتلحق العقيدة بقسم الفلسفة ، والسياسة الشرعية بالعلوم السياسية ، والدعوة بكلية التربية ، والاقتصاد الإسلامي بالعلوم الإدارية ...


والمتأمل في التوزيع السابق يجد أن بقية الكليات تستفيد علميا وبشكل كبير من إلغاء الكلية ، على أنه يمكن أن تبقى كلية الشريعة مستقلة لكن بشرط سد الخلل واستكمال النقص الشديد فيها وتأهيلها لتكون ذات دور فعال بالمجتمع ومناسبة للوظائف التي تقترح لها من خلال تغيير وإضافة بعض المواد الدراسية المناسبة ، وكحلول أخرى فإنه يمكن الاستفادة من تجارب الجامعات الأخرى التي تفرد دراسة الشريعة والقانون بكلية واحدة ، أو نموذج دار العلوم الذي يجمع بين اللغة والشريعة و التاريخ و الفلسفة وهو نموذج علمي رائع فهذه العلوم لها تداخل واسع فيما بينها ..


وحتى يحين موعد تنفيذ أحد الحلول كفاكم تعصبا ودفاعا عن شهادة كلية الشريعة ومقارنتها مع الحقوق !!


همسة :


" إن الجامعة تتألف من طالب حر وأستاذ حر" طه حسين .
" إذا أردت مصاحبة الفتيات فاذهب إلى الجامعة، أما إذا أردت أن تتعلم فاذهب إلى المكتبة. "فرانك زوبا 

تحياتي للجميع 
محمد الفودري

الجمعة، 11 مايو 2012

باسم التراث العظيم ليذهب الاجتهاد إلى الجحيم !!


نشرت في جريدة سبر الإلكترونية 12-05-2012





اليوم في زمن تحقيق العلوم و النصوص والثورات الشعبية ضد كبار اللصوص ، لا يزال المرء يتفاجأ ويذهل من استمرار بعض التيارات الدينية في محاربة العقل والمنطق والاجتهادات الحديثة بل وفرض توصياتها على أتباعها - بحسن نية طبعا - بتشرب هذه المحاربة ومجانبة أصحاب التحقيق وعدم السمع والطاعة إلا لها - وللحكومات المستبدة أيضا - أو الشك ولو لبرهة في منهجها المقدس !!


تحاورهم بكل هدوء : هل أغلقتم باب الاجتهاد في الدين واعتبرتموه منتهيا ؟ يجيبونك دون تردد : لا وألف لا لإغلاق باب الاجتهاد . طيب إذن لماذا تحاربون أصحاب الاجتهادات لمجرد أنكم تخالفون آراءهم التي بنوها على أدلة قرآنية ومنطقية ؟؟ سيقولون لك لأنهم خالفوا ما ورثه الآباء والأجداد من آراء واجتهادات وأتوا بما لم يأت به الأوائل !! وكأن التفكير والاستنباط قد ولى وانتهى وصار من الزوائل !! تسبر كلامهم وتعرضه على هذا التراث المقدس النقي والخالي تماما من الأمراض الفكرية والمؤامرات السياسية والأخطأء البشرية فتجده يحتوي أيضا على ما يرفضونه فإن واجهتهم به قالوا : هذا تراث من ليس من ملتنا إن هذا إلا اختلاق !!


إذن فحجة التراث المقدس هي مجرد " مخدر فكري " يلجؤون إليه متى ما شاؤوا ويرفضونه أيضا متى ما تورطوا ، وجعلوه طوقا لا يجوز للاجتهاد أن يتخطاه أبدا رغم كونه " صنيعة بشرية " إلا أنهم جعلوه سلاح " قنبلة ذرية " حتى يحترس المفكر من أدنى خلاف معهم بسبب هذا السلاح وأخلاقهم النبيلة مع المخالفين !! والغريب أن هذا الاجتهاد الذي " خنقوه " بالتراث تراهم يستخدمونه دون سند تراثي في كل ما من شأنه حماية " الِإمام " وكم أساءوا استخدامه في ما يقدم الشعوب إلى " الأَمام " ...


أيها السادة ... أصحاب الاجتهاد والوسادة ، إن تراثكم يؤخذ من قوله ويترك ولا يختلف عن نهج العلمانية ولا الإخوان المسلمين ولا السلفية ولا الجمعيات الليبرالية ولا النزعات الاستقلالية  وغيرها من نتاجات بشرية ... الدين واحد ولكن نظرة البشر له مختلفة متمايزة ، والله قد عصم كتابه لكنه لم يعصم  قراء كتابه وفهمهم له ، وما التراث الذي تدعون قدسيته - سواء تراث ملتكم أو التراث الإسلامي عموما - سوى نتاج تلك الاختلافات والتمايز والحاجة إلى فهم الدين ، وكما أن جلالة تراثكم الموقر قد تضمن " سير أعلام النبلاء " و " أسد الغابة "  و " رياض الصالحين " و " الأذكياء " فإنه قد تضمن أيضا " الضعفاء والمتروكين " و " المدلسين " و " تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب " و " البخلاء " ، فخذوا منه ودعوا ولا تحجروا حقا ولا فهما ولا تضيقوا واسعا ، وإياكم والعصمة لما ليس بمعصوم ولا مقدس .


ثم إن من أحد تلك الأدوات التراثية التي يضيق بها على الاجتهاد - يلاحظ استخدامها بكثرة مفرطة في العصر الحديث - ويوجبون على العقل التوقف عن التفكير والنظر هي أداة الإجماع ، ويقصد بالإجماع هو : اتفاق علماء المسلمين فردا فردا - زنقة زنقة - على حكم شرعي دون شذوذ من أي أحد منهم !! والمتأمل في التعريف يجده صورة عسيرة الوقوع ليس لها صور إلا تلك المعلومة بالدين بالضرورة كالصلوات الخمس وحرمة الخمر ونحو ذلك من البديهيات الإسلامية ، ماذا صنعوا بهذه الأداة ؟؟ جعلوها حجة تحرم مخالفتها بل يكفر المخالف - ولو أتى بصريح القرآن والسنة وصريح الأدلة العقلية و المنطقية بل وآراء من يقدسونهم لرفضوها بحجة الإجماع ذلك البعبع الذي صنعوه فخافوا منه ومن التأكد من حقيقته - وصار مع المدة الإجماع بنظرهم هو اتفاق " خمطة " من أشخاص معينين لها شروطها الخاصة بهم لا يهم إن خالفهم بقية المسلمين أو الطوائف الإسلامية ، ثم يشهرون سلاح " إجماع المسلمين قاطبة " في وجه مخالفيهم من المسلمين !! ويا ويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل !! وما الإجماع إلا أحد الأمثلة للاستغلال الضيق المتطرف للتراث واستخدامه في محاربة الاجتهاد ، وفي التراث نفسه ما يبطل هذا الوهم وما يغني عنه ..


على فكرة : الاجتهاد وإعمال العقل والتفكير والتأمل ورفض التقليد أدوات قرآنية وتراثية نيرة لكنها حجبت  بتطرف لا يرى إلا نفسه فشوه التراث الإسلامي بدعوى الجمود على التراث و ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ) متناسين ومقرين أنه قد جاء على الآباء عصر الجمود والتقليد والظلام الفكري والعلمي فهل سبروا ما وجدوا عليه آباءهم أصلا وتأكدوا من سلامته من أعراض هذا الفترة المظلمة ؟؟ 


ليت شعري لماذا ذكر الله - سبحانه وتعالى - لنا أصحاب الضلال قائلا : ( وقالوا لو كنا " نسمع " أو " نعقل " ما كنا في أصحاب السعير ، فاعترفوا " بذنبهم " ... ) !!




الاثنين، 7 مايو 2012

صوم الأيام البيض .. خرافة أم سنة أم ماذا ؟؟ وهل تأثير القمر على الإنسان حقيقة أم خيال ؟





أما قبل : الزبدة :

بحسب البحث والاطلاع فإنه لا يثبت أي حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم في صيام الأيام البيض والثابت عنه هو صوم ثلالثة أيام من كل شهر دون تحديد لها ، وبعض من المحدثين المعاصرين يناصر هذا القول و يؤيده .
الثابت في المسألة فقط هو آثار للصحابة ، وهذا بدوره قد يدل على المشروعية ، لكن يبقى هل يصح افراد يوم جمعة بالصوم وافق الأيام البيض مثلا ؟ يظهر أنه يعود إلى أصل حكمه والخلاف فيه ...
أما الاستدلال بالاجماع في هذه المسألة ... فمن المعيب استمرار هذه المهزلة ولينظر فعلا في عدم وجود المخالفين واحترامهم إن وجدوا قبل أن يدعى الاجماع الكاذب فيها ..


انظر حول تضعيف الأحاديث المرفوعة :

تخريج واف لأحاديث صيام الأيام البيض مع بيان عللها

 «ضعف الأحاديث المرفوعة في صيام الأيام البيض»





أما موضوع ادعاء الاعجاز العلمي للصوم في هذه الأيام فكلام مردود علميا بحسب أحدث الأبحاث في هذا الموضوع ، فضلا عن ضعف الأحاديث المرفوعة فيه ، والإسلام ونشر فضيلة الصيام لا تحتاج لمثل هذه الخزعبلات أو تنزلا تلك المعلومات الغير موثقة واللامعقولة !!


يمكنك الاطلاع على بعض الدراسات والأبحاث التي ترفض تأثير القمر على الإنسان :



تأثيرات القمر على صحة الإنسان.. خرافة أم حقيقة؟




Lunacy and the Full MoonDoes a full moon really trigger strange behavior?

http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=lunacy-and-the-full-moon


full moon and lunar effects
http://www.skepdic.com/fullmoon.html


والعلم لله أولا وآخرا



أما بعد : التفصيل :

# صوم ثلاثة أيام من كل شهر والأيام البيض :

من ألوان الصيام التي حث عليها الشارع صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وهذا دون اشتراط لكونها متتابعة أو متفرقة ، ويمكن للمرء أن يتخير وقتها متى شاء من أيام الشهر بشرط مراعاة اجتناب الأيام المنهي عن صومها .
أما الأيام البيض فيقصد بها أنها أيام الليالي البيض وذلك لأنها تبيض بطلوع القمر مكتملا من أولها إلى آخرها ، وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري هجري ، وتسميتها بالأيام البيض هو من باب التجاوز[1].

بالنسبة لصيام ثلاثة أيام من كل شهر فقد اتفق الفقهاء على استحباب هذا النوع من الصيام ومشروعيته دون خلاف بينهم في ذلك[2]، فقد دلت السنة النبوية على استحباب ذلك ومشروعيته ، ومما ورد في هذا الشأن :

 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر أو كصوم الدهر "[3].
وجه الاستدلال :
أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن صوم ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر وهذا يدل على مشروعيته واستحبابه .

أما بالنسبة لمشروعية صوم الأيام البيض فقد اختلف الفقهاء في مشروعيتها واستحباب تخصيصها بالصوم على قولين من حيث الإجمال :

القول الأول : وهو استحباب صوم الأيام البيض ومشروعية تخصيصها بالصوم ، وإلى هذا ذهب الجمهور[4].

القول الثاني : وهو عدم استحباب تخصيص الأيام البيض بالصيام ، وإلى هذا ذهب مالك ومن وافقه[5].

أدلة القول الأول :
استدل أصحاب القول بأدلة من السنة وآثار الصحابة والإجماع :

فمن السنة النبوية :
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض : ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة "[6].
وجه الاستدلال :
أن في الحديث حثا وإرشادا من النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته رضوان الله عليهم أن يصوموا الأيام البيض ، وهذا يدل على الاستحباب[7].
اعترض عليه :
- أن الحديث معلول ، فلا يسلم بصحة الاحتجاج به مرفوعا وكذا بقية الآثار المرفوعة في المسألة[8].

ومن آثار الصحابة :
- سئل ابن عباس - رضي الله عنه وعن أبيه - عن صوم الأيام البيض فقال : " كان عمر يصومهن "[9].

- قال أبو ذر رضي الله عنه : " من كان صائما من الشهر ثلاثة فليصم الثلاثة البيض "[10].

وجه الاستدلال مما سبق :
أنه قد ثبت بالنقل عن بعض الصحابة تخصيص صوم الثلاثة أيام بالأيام البيض .

ومن الإجماع :
- قد نقل اتفاق العلماء على استحباب صيام الأيام البيض[11].
اعترض عليه :
بعدم تسليم انعقاد الاتفاق لوجود المخالف له المعتد بخلافه[12].

أدلة القول الثاني :
استدل أصحاب القول الثاني بأدلة من السنة :

1- سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم ، فقلت لها : من أي أيام الشهر كان يصوم ؟ ، قالت : لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم "[13].



2- عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي ، فدخل علي فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه ، فقال لي : أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قلت : يا رسول الله ! قال : خمسا ؟ قلت : يا رسول الله ! قال : سبعا ؟ قلت : يا رسول الله ! قال : تسعا ؟ قلت : يا رسول الله ! قال : إحدى عشرة ؟ قلت : يا رسول الله ! قال : لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر صيام يوم وإفطار يوم "[14].

وجه الاستدلال من الحديثين :
أن الحديثان يدلان على استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر دون ذكر تحديد لها بالأيام البيض ، بل هي متاحة في سائر أيام الشهر ، ولو كانت مشروعة بالتخصيص لحددها النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو . (( يلاحظ أنه لم يقل له أيضا : صم الاثنين والخميس وإنما ذكر له أعدادا وترية للصوم شهريا ))
وهاهي عائشة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت أنه صلى الله عليه وسلم  لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم .
[15].

الترجيح :
يظهر بعد النظر في المسألة وأدلتها رجحان القول بمشروعية صيام الأيام البيض كغيرها من الأيام ولكن دون اعتبارها صوما مغايرا لصيام ثلاثة أيام من كل شهر بل هي من صوره ، حيث أن مما يقوي المشروعية هو بعض آثار للصحابة رضوان الله عليهم من الذين يتحقق فيهم تعريف الصحابي عند الأصوليين وأنها أيضا في أمور المقدرات وقد مر بيان دلالة ذلك ، إلا أنه لا يمكن التسليم مطلقا باعتبار صوم الأيام البيض مغايرا لصوم ثلاثة أيام من كل شهر وذلك لعدم سلامة الأحاديث المرفوعة في المسألة من علة أو ضعف ، وبهذا يمكن الجمع بين القولين ، لكن لا يسلم مثلا استحباب إفراد يوم جمعة بالصوم وافق الأيام البيض بل يرجع إلى أصل حكمه ، وعلى هذا فإن مصدر ثبوت صوم ثلاثة أيام شهريا هو السنة بينما مصدر تخصيص الأيام البيض من كل شهر هو قول للصحابة والله أعلى وأعلم .

تتمة :
عند النظر في أحاديث صيام الاثنين والخميس وصيام الأيام البيض فإنه لا يبعد أن تكون الأنواع السابقة من صوم التطوع ما هي إلا من صور صيام الثلاثة أيام من كل شهر ، فيكون صوم الثلاثة أيام من كل شهر هو الأصل في استحبابها وتكون هي كصور وحالات له[16].


[1] المجموع شرح المهذب ليحيى النووي (6/410) ، الذخيرة لأحمد القرافي (2/532) .
[2] بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع لعلاء الدين الكاساني (2/78) ، الكافي في فقه أهل المدينة لابن عبد البر القرطبي ص 129 ، المهذب لأبي إسحاق الشيرازي (1/188) ، المغني لابن قدامة المقدسي (3/59) .
[3] رواه البخاري في صحيحه (3/1257) كتاب الأنبياء ، باب قول الله تعالى : ( آتينا داود زبورا ) ، رقم : 3237 .
[4] المبسوط لمحمد السرخسي (11/231) ، شرح فتح القدير لمحمد السيواسي (2/303) ،  ، الحاوي الكبير لعلي الماودري (3/474) ، المجموع شرح المهذب ليحيى النووي (6/410) .
[5] الكافي في فقه أهل المدينة لابن عبد البر القرطبي ص 129 ، الشرح الكبير لأحمد الدردير (1/517) .
[6] رواه النسائي في السنن الكبرى (2/136) كتاب الصيام ، ذكر الاختلاف على موسى بن طلحة في الخبر في صيام ثلاثة أيام من الشهر ، رقم : 2730 ، وابن حبان في صحيحه (8/415) كتاب الصوم ، باب صوم التطوع ، رقم : 3656 .
[7] المبسوط لمحمد السرخسي (11/231) .
[8] عمدة القاري شرح صحيح البخاري لمحمود العيني (11/97) ، منحة العلام شرح بلوغ المرام لعبد الله الفوزان (5/93) .
[9] رواه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (2/856) رقم : 1210 ، والحارث بن أبي أسامة كما هو في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث لعلي الهيثمي (1/425) ، رقم : 340 .
[10] رواه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (2/857) رقم : 1214 .
[11] اختلاف الأئمة العلماء لأبي المظفر الشيباني (1/259) ، شرح النووي على صحيح مسلم ليحيى النووي (8/49) .
[12] عمدة القاري شرح صحيح البخاري لمحمود العيني (11/97) .
[13] رواه مسلم في صحيحه (2/818) كتاب الصيام ، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، رقم : 1160 .
[14] رواه البخاري في صحيحه (5/2315) كتاب الاستئذان ، باب من ألقي له وسادة ، رقم : 5921 ،
[15] بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي (1/226) ، منحة العلام في شرح بلوغ المرام لعبد الله الفوزان (5/95) .
[16] انظر في هذا الموضوع : شرح صحيح البخاري لابن بطال البكري (4/124) ، تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار لابن جرير الطبري (2/863) .

الجمعة، 4 مايو 2012

هرطقات ليلية ... لا تقرأها







أريد أن أكتب شيئا ... ما هو ؟ لست أدري ، لماذا علي أن أنتظر ردة الفعل أو ذلك الإلهام ؟! أليس متاحا أن يكون طوع نفسي وتحت يدي متى ما شئت طوعته واستبقت الحدث  ؟ أم حينها سيكون بلا معنى ؟ ربما لهذا السبب ينتظر الشعراء الحوادث ليعلقوا عليها إبداعاتهم فحينها يصادف العالم الخارجي هوى داخليا ورغبة إلهامية مجنونة تريد أن تعلن عن ثورتها ، ولكن رب إبداع سبق زمانه وعصره ، ومرحلة استباق الأحداث وعدم التصرف وفقا لردة الأفعال أليست دليلا على التقدم ؟ لماذا لا يكون هذا في الأعمال الأدبية أيضا ؟ ولكن هل يتصور أن تكون المرثية التي تسبق من ترثيه أن تكون صادقة ؟؟


هرطقة ...


يأوي إلى فراشه وباله مشغول في أحداث العباسية ويفكر كيف ينهي الأزمة البحرينية ، ينهض مبكرا باحثا عن أخبار الانتخابات الفرنسية والأمريكية ، ويدخل إلى مقر عمله و المجالس فلا يناقش سوى تخلف الجماعات والأحزاب والقوميات ومن ثم يصرخ غاضبا على أحد من حوله لأنه مجد من لم يحب ، يعود إلى البيت فيركز على الأخبار التي يسمعها صبحا ونهارا وربما قليلا من الترفيه بالغلط ، ومن ثم يستغرب سلبيته التي أغرق نفسه بها وهو لا يدري ، لحظة ... أين هي حياته أصلا وتحقيقه لذاته ؟؟




هرطقة ...


من أكثر المطالبين بالإصلاح وأكثرهم ادعاء له ، طيب أين إصلاحاتك ؟ أخرج لك نقدا هداما وضيعا عليه قليل من الفلفل مفتخرا : النقد أولى مراحل البناء !! 
فضيلته ينتقد سوء تربية الناس لأبنائهم واشتغل بهذا الانتقاد عن تربية أبنائه ...


هرطقة ...


الأجندة نملؤها كل سنة بما نحلم ونتمنى فإذا اشترينا واحدة أخرى جديدة ربما كررنا أحلامنا وربما أسقطنا أحلامنا القديمة إما لأنها صارت واقعا أو لأن اليأس والنسيان نقلها من أرشيف الأحلام إلى سلة المستحيلات ...




هرطقة ...


دائما سيتغير ... لكن متى سيحاول أن يبدا أصلا ؟؟ إنه لا يزال يرفض أن يغير من عدم تغييره !! ولكن لحظة إنه بنفسه يستثقل التغيير فلماذا يصر على تغيير الآخرين وهو قد عاين بنفسه صعوبة تغييره لنفسه ؟


الكل يدرك أنه حين تقوم بلبس الساعة في اليد التي لا تلبس فيها الساعة أصلا أنك ستعاني شعورا مزعجا تود لو أن ترتاح منه فورا .. فما البال مع الآخرين نرغمهم بقسوة على تغيير أحداث الساعة واليوم والأسبوع والشهر والسنة بل القرون !!!


هرطقة ...




أحاول أن أنام باكرا ... ولكن إن فعلت فسأستيقظ باكرا قبل الفجر بثلاث ساعات فإن أتى الفجر عاد شعور النوم بقوة ، شرعنوا السهر للقضاء على هذه الظاهرة الحلمنتيشية !!




هرطقة 


يقولون أن الإنسان يحب العناد بفطرته  ، قلت لأجرب ذلك من خلال هذا العنوان الناهي والنفس بطبيعتها تعشق إتيان النواهي ، فما الهرطقة إلا واحدة ...




ما علاقة الهرطقة بما سبق ؟؟ تصبحون على خير 


انتوا فاهمين حاجة ؟


المكتوب واضح


لا تقرأها :)


شكرا للجميع على أية حال 


أحلام سعيدة سواء كنتم في الليل أو النهار